كان شهر رمضان 1430هـ تجربة خاصة بالنسبة (لعمرو خالد).. وليس شرطاً أن تكون هذه التجربة هي الأنجح أو الأقوى في سلسلة تجاربه ، ولكنها كانت التجربة التي تقترن بها معاني التحدي، ومعاني البقاء ؛ فإما أن يبقى (عمرو خالد) ، وإما أن يهبط هبوطاً كبيراً؛ تقف وراءه التحديات السياسية والإعلامية التي انطلقت من أسس واهية ، ودعاوى كاذبة..
ولا يقولن أحد إن (عمرو) كان سيبقى موجوداً على أية حال في بعض القنوات غير المصرية؛ لكن هؤلاء لا يدركون أن الانطلاق من مصر بحضورها الإعلامي والفكري هو الذي يعطي للتجارب الدعوية والإعلامية والتربوية روحها ، بينما تمثل التجارب التي تغيب عنها مصر تجارب ميتة أو محنطة على الأقل!!
ولهذا كان (عمرو) يقدم كل الحب والولاء لمصر من أجل أن يحافظ على حضوره في مصر؛ كعبة العلم والمعرفة والإعلام والإيمان.. ونجح (عمرو) في ذلك نجاحاً كبيراً ؛ بعد أن عرف القائمون على الأمر ولاءه للوطن وغاياته الشريفة ، وابتعاده عن كل أهداف سياسية أو دنيوية ؛ تقوم على التنافس والصراع.
ومن قَدَرِ الله أن تكون قصة (موسى) ـ النبي العظيم ـ قصة مصرية في مستوى القصور ، وفي مستوى البيوت الفقيرة ، وفي مستوى أهل الحكم والثراء ، وفي مستوى طبقات الفقراء...
لقد دافع موسى عن المستضعفين، كما قاوم المتجبرين ، فرعون وأتباعه ، والأثرياء المترفين قارون وأشباهه، وحقق الله على يديه المعجزات الباهرة في مصر ضد فرعون والفراعنة، كما حققها على يديه أيضاً في (سيناء) حين فلق الله له البحر، وحين ضرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وأنزل الله له ولقومه المنَّ والسلوى...
إنها قصة أخـَذَت من كتاب الله حيزاً كبيراً لأهميتها ، كما أبرزت دروساً كثيرة لينتفع بها المسلمون ـ أتباع محمد ـ الذين سيمكنهم الله في الأرض ؛ بعد أن ينزع الراية من بني إسرائيل
فأهلا به وجزاه الله عنا خير الجزاء.