تاريخها ونوادرها وتاريخ المصريين
مع الملوخية فيه الكثير من الضحك والبكاء بسبب مثل هذه الحالات من القتل
والشجار العائلى والطلاق الذى يحدث فى كثير من البيوت المصرية حين يكره أحد
الأبناء أو الزوج أكل الملوخية. ويزداد حجم الكارثة إذا كانت الزوجة
تعشقها والزوج لا يطيق رائحتها بالمنزل . والملوخية كما أكدت البرديات
الفرعونية هى نبتة صغيرة مصرية الاصل، حيث أنها اكتشفت لاول مرة فى العالم
على ضفاف النيل منذ قديم الزمان ثم انتشرت بعد ذلك ، وهى من الخضروات
الورقية التى تظهر فى الصيف على شكل شجرة قصيرة لا يتعدى طولها 70 سنتيمترا
، وأوراقها طويلة الشكل خضراء اللون، ويمكن تجفيفها فى الشمس والهواء
الطلق ثم تسحق وتبقى صالحة للأكل لفترة طويلة . وقد استخدمت نبتة الملوخية –
كما يقول الدكتور مروان شبانة أستاذ العقاقير والنباتات بكلية الصيدلة
بجامعة القاهرة – زمنا طويلا دون أن يعرف لها اسم، ويقال أن اسمها الأصلى
هو "الملوكية" وسبب هذه التسمية كما تذكر لنا كتب التاريخ هو أن الخليفة
الحاكم بأمر الله أصدر أمرا بمنع أكل تلك النبتة على عامة الناس وجعلها
حكرا على الأمراء والملوك فى مصر فسميت "الملوكية" ثم حرف هذا الاسم إلى
الملوخية . وفى رواية أخرى أن أول معرفة العرب لها كان فى زمن المعز لدين
الله الفاطمى حيث أصيب بمغص حاد فى أمعائه فأشار أطباؤه بإطعامه الملوخية
وبعد أن أكلها شفى من المرض فقرر احتكار أكلها لنفسه والمقربين منه. ومن
شدة إعجابه بها أطلق عليها هذا الاسم أى طعام الملوك، ثم بمرور الزمن حرفت
التسمية إلى الملوخية. ومن جهة أخرى لا يتوقف حب وعشق أكل الملوخية عند
السيدات اللائى يتفنن فى إعدادها مثل "الملوخية الخضراء" و"الجافة"
و"الملوخية بالأرانب" وأخرى بشوربة الفراخ، فقد كون علماء قسم التغذية
بالمركز القومى للبحوث فريق بحثى علمى لمعرفة الفوائد الغذائية والصحية
لنبات الملوخية . وبعد حوالى 5 شهور من البحث العلمى المتواصل أثبت الاطباء
أن "الملوخية" لها العديد من الفوائد الصحية أهمها علاج أمراض القلب وتصلب
الشرايين ومتاعب الجهاز الهضمى وكذلك تخلص الجسم من حصوات الكلى وروماتيزم
القلب، وتزيد من إفرازات الهرمونات الجنسية، دون أية مضاعفات جانبية
مقارنة بالأدوية والعقاقير التى تستخدم فى علاج تلك الأمراض