بالصور.. التفاصيل الكاملة لمسار خطى الغاز
العربى والإسرائيلى بسيناء .. يبدأ من منطقة الجميل بمحافظة بورسعيد ..
ويسير لمسافة تصل إلى 41 كيلو ثم يعبر أسفل قناة السويس إلى سيناء السبت، 5 فبراير 2011 - 20:13
سيناء- عبد الحليم سالم
أثار قيام مجهولين بتفجير خط الغاز العربى والإسرائيلى فى منطقة
مشتركة جنوب العريش، العديد من المخاوف من استمرار استهداف الخط من
الغاضبين فى الوقت الذى نسبت مصادر مصرية تفجير الخط لعناصر أجنبية، وحمل
بدو سيناء شركة الغاز وعناصر من غزة مسئولية التفجير.
ووفق المصادر، فإن خريطة خط الغاز توضح أن الخط يبدأ من منطقة الجميل
بمحافظة بورسعيد، ويسير لمسافة تصل إلى 41 كيلو ثم يعبر أسفل قناة السويس
إلى سيناء يتفرع منه جزء إلى محافظة السويس مارا بمحافظة الإسماعيلية فى
القنطرة غرب والقنطرة شرق، كما يتفرع منه خط يتجه إلى عيون موسى.
أما الخط الذى يتجه شمال سيناء بطول 193,5 كيلو متر يخترق الصحراء متجها
إلى مدينة رمانة ومنها إلى جنوب العريش حيث منطقة المزرعة بين العريش
ولحفن وهناك يتم التفرع إلى فرعين الأول يتجه إلى محطة الشلاق بمركز الشيخ
زويد وهى المحطة الرئيسية التى يتم تصدير الغاز منها إلى إسرائيل وتقع على
ساحل البحر المتوسط ويمر أسفل البحر الخط الرئيسى لإسرائيل والفرع الثانى
يتجه مخترقا صحراء سيناء من العريش جنوبا إلى منطقة بير لحفن ومنها إلى
قرية القريعة جنوب الشيخ زويد، ممتدا إلى قرية المقضبة ثم أولاد على ثم
أبو عجيلة متجها فى اتجاه منفذ العوجة البرى ثم قرية أم شيحان ثم قرية
المنبطح فالقسيمة وبير بدا والكونتلا ورأس النقب فطابا ومنها لخليج العقبة
ويصدر الغاز إلى الأردن وإسرائيل وسوريا.
مصادر بدوية قالت إن الخط يتفرع قرب العوجة وقبل اتجاه بمجازاة
الحدود إلى فرعين منه فرع يتجه إلى مستعمرة نيتسانا الإسرائيلية قبالة
العوجة والآخر يتجه إلى طابا، مضيفا: "طالبنا بتكليفنا بحماية خط الغاز
مقابل مبالغ مالية كرواتب شهرية كل فرد فى نطاق أرضه إلا أن الشركة رفضت
خلال عملية تدعيمه بجدارين صخريين بعد أن كشفته السيول السابقة".
وأوضحت المصادر أن محطة تصدير الغاز لإسرائيل والمتوقفة حاليا عن الضخ بعد
التفجير تقع فى منطقة الشلاق بقرية قبر عمير الفقيرة بمركز الشيخ زويد
الواقعة غرب طريق العريش رفح الدولى، ومن المنتظر أن تشهد توسعات جديدة
بعد طلب رسمى بإضافة أجزاء أخرى من الأراضى لها وسط اعتراض الأهالى الذين
حصلوا على تعويضات هزيلة للغاية حيث تم دفع 300 جنيه عن كل شجرة مثمرة.
فيما تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية لحماية المحطة سواء من البحر المتوسط
أو برا، حيث تم منع السير لأى مدنى من أمام أو حول المحطة التى تقع على
بعد 25 كيلو من مدينة العريش وهى تابعة لشركة غاز شرق المتوسط E.M.G l
تديرها حاليا الشركة القابضة للغازات «جاسكو»، فى حين أن منطقة استقبال
الغاز فى إسرائيل تقع فى مدينة عسقلان "أشكلون أو أشكول" التى تعد أول
نقطة تستقبل الغاز.
وحول المعلومات التى حصل عليها "اليوم السابع" حول التفجير قالت
المصادر إن مجهولين قاموا بإلقاء القبض على 4 حراس للمنطقة وكتفوهم ثم
ألقوهم فى الصحراء ثم نفذوا التفجير من خلال متفجرات وقنابل كانت محملة فى
سيارتى كروز بدون لوحات معدنية وملثمين وقادمين وفق أغلب المصادر من قطاع
غزة من مناطق الأنفاق.
التفجر وفق المعلومات تم فى ساعة مبكرة صباح اليوم أدى إلى تفجير غرفة
مشتركة لتوزيع الغاز بالخط الرئيسى، وأدى إلى تلفيات أخرى فى المنازل
المحيطة عملية التفجير تم استخدام قنابل ومتفجرات قوية للغاية فى التفجير
فى منطقة زراعات بعيدة عن مراقبة البدو الذين يحمون الخط، كما تم إغلاق
المحابس وسحب الغاز من قبل المحطة لإيقاف إشتعال النار.
من جانبه، أعلن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الوهاب مبروك اليوم السيطرة
الكاملة على النيران التى اشتعلت بأحد خطوط الغاز الرئيسية بمدينة العريش.
وأوضح مبروك أنه تم إخماد النيران بشكل كامل، مؤكدا عدم وقوع أية خسائر
بشرية جراء الحريق ووصف الأوضاع فى تلك المنطقة بأنها "آمنة"، وتحت
السيطرة وهناك تواجد للجيش حاليا وتم إيقاف ضخ الغاز مؤقتا، مؤكد أن
النيران التى اشتعلت فى أحد خطوط الغاز الرئيسية فى مدينة العريش كانت
نتيجة "عمل تخريبى".
اللواء جابر العربى رئيس مركز ومدينة العريش قال إنه سيتم غدا دفع تعويضات
فورية للمضارين من الحادث وتزويدهم بالمساعدات المالية والغذائية، وقال
إنه تم فتح تحقق فورى فيما حدث للوقوف على الملابسات الكاملة لعملية
استهداف الخط.
من الجدير بالذكر، أن نفس الخط سبق وتعرض لمحاولة تفجير أيضا من مجهولين
أواخر يونيو 2010 على بعد 30 كيلو جنوب العريش عند منطقة لحفن وقامت شركة
شرق المتوسط للغاز (الشركة التى تدير الخط العربى) بتحرير المحضر رقم 2682
لسنة 2010 إدارى قسم أول العريش حول تضرر خط الغاز ووقوع اعوجاج كبير فيه
جراء انفجار قامت به عناصر مجهولة قامت بوضع متفجرات أسفل أنبوب خط الغاز
ووضعوا المتفجرات فى إطارات كاوتش وأشعلوا فيها النار مما ساهم فى وقوع
التفجيرات القوية أسفل، وعلى جانبى الخط المكشوف فى منطقة لحفن جنوب
العريش.
ووفق المصادر أدى الانفجار إلى حدوث ثقوب وفتحات واعوجاج فى الأنبوب،
أضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية المصرية عثرت أسفل خط الغاز على مادة
"TNT" شديدة الانفجار وقنابل كما استهدف الخط بقذيفتى هاون وكانت الشركة
علمت بالأمر من خلال تراجع مؤشرات ضح الغاز وعلى الفور تم إغلاق المحابس
الرئيسية.
وفيما يتعلق بمراحل إنشاء الخط العربى الذى تم استهدافه ووفق المصادر فإن
الخط تم تنفيذه على عدة مراحل وتم الانتهاء من أول مرحلة عام 2003 بتكلفة
قدرها 220 مليون دولار والسعة السنوية لهذا الجزء هو 1.1 مليار متر و
الجزء الثانى من المشروع يصل بين العقبة والرحاب فى الأردن, والتى تبعد
24كم عن الحدود السورية, وطول هذا الجزء 390كم بتكلفة قدرها 300 مليون
دولار وتم الانتهاء منه عام 2005.
الجزء الثالث للخط طوله 324كم ، من الأردن إلى دير على فى سوريا حتى
قرية رايان ويصل إجمالى طول الخط 1200 كلم وبتكلفة تصل إلى مليار دولار,
ونفذته شركة "ستروى ترانس غاز" المتخصصة فى بناء منشآت النفط والغاز
المملوكة لشركة غاز بروم الروسية.
وفيما يتعلق باتفاقية تصدير الغاز المصرى لإسرائيل فهى اتفاقية وقعتها
الحكومة المصرية عام 2005 مع إسرائيل تقضى بالتصدير إليها 1.7 مليار متر
مكعب سنويا من الغاز الطبيعي لمدة 20 عاما، بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5
دولار لمليون وحدة حرارية، بينما يصل سعر التكلفة 2.65 دولار أى أن
التصدير يتم بأقل من التكلفة وبأقل من السعر العالمى والكمية سنويا تصل
إلى 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعى سنويا ولمدة عشرين سنة، وتحملت
مصر تكلفة مد خط الأنابيب بطول 100 كيلو تحت البحر المتوسط بتكلفة 470
مليون دولار تحملتها شركة غاز شرق المتوسط، المسئولة عن تنفيذ الاتفاق،
وهى عبارة عن شراكة بين كل من رجل الأعمال المصرى حسين سالم، الذى يملك
أغلب أسهم الشركة، ومجموعة ميرهاف الإسرائيلية وشركة أمبال الأمريكية
الإسرائيلية، وشركة بى تى تى التايلندية، ورجل الأعمال الأمريكى سام زيل
وتصل قيمة الصفقة نحو 2.5 مليار دولار .
الخط يتجه إلى إسرائيل
العوجة على حدود إسرائيل
بدو يحرسون الخط
خريطة خط الغاز
الخط المؤدى إلى إسرائيل