الجاسوس طارق قال للمحامى ..."يا حبيب قلبى مش عاوزك تترافع عنى".
: قررت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ السبت تأجيل محاكمة طارق عبدالرازق حسين صاحب شركة استيراد وتصدير المتهم بالتخابر لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وإيدى موشيه وجوزيف ديمور ضابطى المخابرات الهاربين إلى جلسة الاثنين 17 يناير/كانون الثاني 2011.
ورفض المتهم الأول طارق عبدالرازق فى أولى جلسات المحاكمة مرافعة المحاميين اللذين حضرا للدفاع عنه، وقال بالنص للمحامى عبد العزيز محمد عامر: "يا حبيب قلبى مش عاوزك تترافع عنى".
ووجه اتهامات لمحاميته عصمت طلعت بأنها حضرت بإيعاذ من الأمن.
وبعد مشادة بين الدفاع والمتهم قدمت المحامية عصمت طلعت مذكرة للمحكمة، أقرت فيها بالتنحى عن القضية، وبررت ذلك بأن المتهم خائن للبلاد وقالت إنها باشرت عملها بأمانة شديدة خلال التحقيقات، وأشرت المحكمة على طلبها بالموافقة.
وتمسك المتهم بحضور محامٍ للدفاع عنه يدعى محمود عبد الحميد، مما دعا المحكمة إلى طلب عبد الحميد للحضور الذى كان متواجداً قبل بدء الجلسة فى الخارج ولكنه غادر بعد ذلك.
وخاطبت المحكمة الدفاع فى بداية الجلسة وطلبت منه أن يكون حريصاً على إبراز كل الدفوع التى فى صالح المتهم وفقاً للأمانة المهنية وتطبيقاً للماده 67 من الدستور المصرى الذى يكفل لجمع المتهمين الحماية وحق الدفاع.
وسألت المحكمة المتهم عن مدى قبوله المحامية عصمت والمحامى عبد العزيز محمد عامر، للدفاع عنه فأجاب بالرفض، وقالت المحكمة للمتهم إنها ستحقق له أسمى درجات الدفاع وطمأنته فى حقه فى اختيار محاميه للدفاع عنه.
وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة بعد غد الاثنين 17 يناير/كانون الثاني لحضور المحامى بناء على طلب المتهم.
واستعدت مديرية أمن حلوان للمحاكمة بتشديدات أمنية، حيث شارك في عملية تأمين الجلسة حوالي 500 جندي، بالإضافة إلى سيارات الإطفاء والسيارات المصفحة ، كما تم وضع الحواجز الحديدية أمام جميع نوافد المحكمة والأبواب الالكترونية وكاميرات المراقبة أمام القاعات المختلفة.
وضمت الخطة أيضا نشر رجال القناصة أعلى أسطح العقارات المجاورة لقاعة المحكمة لتأمين وصول المتهمين، وتوزيع البوابات الإلكترونية للكشف عن أى مواد معدنية أو أسلحة والتحفظ عليها لحين الانتهاء من الجلسة، بحسب تقارير محلية السبت.
وركزت الخطة على تأمين المتهمين من محبسهما حتى وصولهما إلى قاعة المحكمة، وذلك عن طريق استخدام سيارات مصفحة لنقلهما فيها، وهو ما يساعد فى تأمينهما بشكل جيد، وذلك محاولة لتفادى وقوع أى اعتداءات من الممكن حدوثها على السيارات أثناء نقلهما، وتحديداً المتهم بالتخابر لصالح الموساد الإسرائيلى.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة قد نسبت إلى المتهمين الثلاثة، أنهم خلال الفترة من مايو/آيار 2008 وحتى أول أغسطس/آب 2010 ، قاموا بالتخابر مع "الموساد" الاسرائيلى والعمل لحساب دولة اجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد ، حيث قام المتهم الاول طارق عبدالرازق "37 عاما" أثناء وجوده بالخارج بالاتفاق مع المتهمين الإسرائيليين على العمل معهما لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع "الموساد" بغية الإضرار بالمصالح المصرية.
كما نسبت إلى المتهم الأول طارق عبدالرازق أيضا أنه قام بعمل عدائى ضد دولتين أجنبيتين سوريا ولبنان من شأنه الاضرار بالمصالح المصرية قطع العلاقات السياسية معهما بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية على إمدادها بتقارير بمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع "الموساد" وبنقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا وكان من شأن ذلك تعريض مصر لخطر قطع العلاقات السياسية مع هاتين الدولتين.
واعترف المتهم طارق عبد الرازق تفصيليا خلال التحقيقات بعمليات تجنيده لحساب "الموساد" والتى بدأت في ضوء مبادرته بإرسال رسالة للموساد على شبكة الإنترنت عارضا فيها رغبته فى التعاون معهم وإبلاغه لهم بأنه مصرى مقيم فى الصين.
كما أدلى باعترافات تفصيلية تتعلق باللقاءات التى جرت بينه وبين رجال "الموساد" فى عدد من الدول وهى الهند والصين وتايلاند وكمبوديا ونيبال ولاوس مكاو وأقر أيضا خلال التحقيقات بتلقيه لتعليمات منهم للعمل على انتقاء واستقطاب عناصر سورية ولبنانية ومصرية للتعاون مع "الموساد".
وذكر المتهم فى أقواله بالتحقيقات أيضا أنه قام بتنفيذ تكليف صادر إليه من "الموساد" الإسرائيلى بالسفر إلى سوريا حيث التقى هناك بمواطن سورى عميل للموساد ونقل منه بعض المعلومات لضابطى الموساد الهاربين من خلال شبكة الإنترنت.
كما كشف أن "الموساد" سعى إلى الحصول على أرقام هواتف كبار المسئولين المصريين خصوصا فى الوزارات الحساسة بهدف تنفيذ عمليات ضدهم في أي وقت.
وتابع أن ضباط "الموساد" أبلغوه أنه من خلال معرفة أرقام كبار المسئولين فى الدولة فإنه يمكن للموساد معرفة أماكنهم فى أى لحظة وتنفيذ أى عملية ضدهم فضلا عن التجسس على مكالماتهم.
وأضاف أن "الموساد" حاول التجسس على السفارة المصرية فى بكين من خلال دفع المتهم إلى التعامل معها وإمدادها بأجهزة حاسب آلى مزودة ببرامج تجسس خلال عملية إحلال وتجديد أجهزة الحاسب.
وقال المتهم فى التحقيقات عن محاولة "الموساد" اختراق شركات الاتصالات المصرية: "فى بداية شهر مارس/اذار 2010 كنت فى العاصمة الصينية بكين أمارس حياتى الطبيعية، وكانت هناك اتصالات وإيميلات بينى وبين ضابط "الموساد" إيدى موشيه، وكلمنى وقال لى تعالى على جزيرة مكاو جنوب الصين، فسافرت إليه، ونزلت فى الفندق، وكلمته ورحت قابلته فى فندق آخر، وقال لى أنا عايزك تدور على حد يشتغل معانا فى "الموساد" من مصر فى شركات المحمول سواء فودافون أو اتصالات أو موبينيل، وهذا الموضوع مهم جدا، وضرورى يكون مهندس أو فى خدمة العملاء فى الشركات الثلاث لأن "الموساد" مهتم بقطاع الاتصالات فى مصر".
وتابع "أنا قلت له أنا لا أعرف أى مهندس فى مصر يعمل فى مجال الاتصالات، وفى اليوم الثانى قابلت الضابط إيدى موشيه ومعه ضابط آخر اسمه جيفرى، وحدثنى باللغة العبرية، والضابط إيدى موشيه كان بيترجم، وقال لى الضابط إيدى أنا سأنشئ "إيميل" على الانترنت، وسأكتب إعلان فى الموقع إن شركتنا الوهمية تحتاج مهندسين مختصين فى مجال الاتصالات أو التليفونات المحمولة فى مصر، وسأعطيك الرقم السرى الخاصة بالموقع كى تبحث الطلبات التى ستقدم من مصر، وتفرز الناس اللى تقدمت وتشوف من الذى يصلح يشتغل مع "الموساد"، وكل فترة تدخل على الإيميل وتشوف الطلبات اللى تقدمت من المهندسين فى شركات المحمول".
واستطرد المتهم في اعترفاته ، قائلا :"قال لى الضابط إيدى موشيه إن الموضوع مهم جدا جدا ولا بد تركز فى المهندسين المتقدمين وبشرط يكون سبق لهم العمل فى الشركات الثلاثة فى خدمة العملاء أو المهندسين الفنيين، وتتابع على طول الموقع، وبالفعل وإحنا قاعدين أنا وإيدى وجيفرى عملنا الإعلان على الإنترنت باسم شركة هوشتك ومقرها هونج كونج وتعمل فى الاتصالات والتكنولوجيا، وكتبت: يسرنا الانضمام إلينا ، ورجعت بكين وكل فترة كنت أفتح الإيميل علشان أشوف الباحثين عن عمل كى أفرزهم وأختار منهم".
وأضاف أن ضابطى "الموساد" أبلغاه أن "الموساد" مهتم جدا بتجنيد عناصر فى مجال الاتصالات لأن الهواتف الحديثة من السهل جدا مراقبتها ومعرفة مكان صاحبها، ولذلك التكنولوجيا الحديثة خصوصا فى مجال الاتصالات متقدمة جدا ولذلك جهاز "الموساد" مصمم يجند عناصر من مصر فى مجال الاتصالات لأن من خلالها يقدر يعرف أرقام مسئولين كبار فى الدولة ورجال أعمال ومسئولين فى قطاعات مهمة فى الدولة يقدروا يعرفوا أرقام تليفونات مهمة، خصوصا أن التليفونات الحديثة فيها خدمة الإنترنت ويقدر من خلال الأجهزة الحديثة يخترق شبكة الإنترنت لو توصل إلى رقم هاتفه ويقدر من خلالها يعرف مكانه والاتصالات اللى يقوم بها والأشخاص الذين يعرفهم ويقدر يتصنت على التليفون ويتم تنفيذ عمليات ضدهم".
وبسؤال المتهم في التحقيقات ما هى البيانات التى قاموا بتحريرها على الموقع ، أجاب قائلا: "إحنا كتبنا على الموقع إننا شركة هوشتك تعمل فى مجال الاتصالات فى هونج كونج ونرحب بالانضمام إلينا للعمل معنا".
وعن عدد الرسائل الإلكترونية التى تلقاها من خلال هذا الموقع ، أجاب " نحو سبعة طلبات أو عشرة وعلى ما أتذكر أنى تلقيت من مصر نحو أربع طلبات مهندسين وعاملين فى مجال الكمبيوتر".
وبسؤاله عن رد فعل الضابط إيدى ضابط "الموساد" على راغبى العمل ، قال : "إنها لم تعجبه، لأن المهندسين الفنيين لم يتقدموا، وطلب منى البحث في طلبات أخرى أوضح".
وبسؤاله هل استجاب لطلب المدعو إيدى ضابط "الموساد" لتغيير البيانات الواردة على الموقع الإلكترونى ، قال المتهم طارق :"لا" ، معللا ذلك بانه " كان يرفض "ولم يرتح لتجنيد عناصر من مصر لذلك لم يهتم.
وأشار إلى أن إيدى ضابط "الموساد" قام بكتابة بيانات جديدة على الموقع قال فيها :" نرغب فى مهندسين وموظفى اتصالات فى خدمة العملاء للانضمام إلى شركة هوشتك".
وكشف أيضا أن الموساد وجهه للاقتراب من العاملين بالسفارة المصرية ببكين بغرض دفعهم لشراء أجهزة كمبيوتر جديدة وبأسعار مخفضة حيث سيقوم القائم بالتشغيل "الضابط إيدى" بإمداده بأجهزة مزودة ببرامج تسمح لهم بالتنصت على كل ما يتداول عليها من معلومات وذلك أثناء خطة الإحلال والتجديد لأجهزة الكمبيوتر بالسفارة المصرية.
محيط