نشرت جريدة الدستور الجمعة, 2010-12-31 14:20
http://dostor.org/politics/egypt/10/december/31/34199في مقال كتبه
محمد هشام عبيه"الدستور الأصلي" يختار القائمة السوداء لـ2010
كل عام يفرز "أسود" ما فيه ومن فيه، و2010 عام "أسود" باقتدار
إلا قليلا، كيف لا وقد توج في آخره بانتخابات "سوداء" مزورة يفتخر بها
الحزب الوطني باعتبارها نزيهة جدا.. وإليكم القائمة السوداء التي اختارها
الدستور الأصلي لشخصيات عام 2010..السيد البدوي
الرجل
فعل بإخلاص كل ما يمكن أن يفعله المرء ليتصدر هذه القائمة، ظهر فجأة قادما
من الخلف ليقدم نفسه مرشحا على رئاسة الوفد، ثم فاز برئاسة أعرق أحزاب
البلد، وقال كلاما معسولا لكنه مغشوشا، ثم فجر جريدة الدستور من الداخل
وقضى على الجريدة المعارضة رقم 1 في مصر، وفشل فشلا مروعا في انتخابات
الشعب، وفشل حتى في السيطرة على مرشحي الحزب الذين أصروا على دخول جولة
الإعادة، ونجح في أن يجعل الوفد حزبا بلا تأثير أو أهمية، غائبا تماما عن
الشارع محتفظا في ذات الوقت بابتسامته الدائمة وكأنه فعل المطلوب منه
تماما!
رفعت السعيد
هو الآخر فعل
بحماس كل ما يمكن للمرء أن يفعله ليدخل القائمة، الفارق بينه وهو رئيس
لحزب التجمع اليساري وبين البدوي هو أن السعيد "لايدعى المعارضة أو
البطولة"، هو متسق تماما مع ذاته ومع مايفعل، خرب بدوره- وإن كان فعل ذلك
للأمانة على امتداد سنوات وليس شهورا- حزب التجمع، وحوله من حزب الفقراء
والعمال والمهمشين إلى حزب متخصص في الصفقات مع النظام، فلا يقاطع
الانتخابات ولايفكر في ذلك ويخوضها وهو يعمل ويعلن أنها مزورة، ويسعد
بنوابه الذين دخلوا البرلمان عبر عمليات تزوير واضحة وفاضحة لصالحهم..
حسنا لو لم يتواجد رفعت السعيد هنا من يتواجد إذن؟
أحمد حسن
الثالث
في قائمة رجال المعارضة الذين تجدهم في القائمة السوداء لعام 2010، كيف لا
والرجل بدوره يناضل من أجل تفجير الحزب الناصري لينضم إلى قافلة الأحزب
المدجنة التي تدخل إلى حجرة نوم السلطة برضاها؟
حسن بوصفه أمينا عاما
للحزب الناصري مصمم على أن يناهض قرارات المؤتمر العام الذي يعبر عن
أغلبية الناصريين، بل أنه وفي سابقة هي الأولى على الحزب استعان ببلطجية
لمنع دخول "معارضيه" إلى المقر الرئيسي، وكأن الحزب أصبح "ملكية خاصة" له
وليس لكل الناصريين، دخل حسن القائمة في 2010 ولابد أنه سيتصدرها في 2011
إذا انتهى ما يفعله إلى تجميد نشاط الحزب الناصري كما هو متوقع.
علي الدين هلال
رجل
يحتل منصب "أمين الإعلام بالحزب الوطني"، أي أنه مسئولا مسئولية شبه كاملة
عن كل هذا الكذب الذي يتلوه الكثير من قيادات الحزب عن النزاهة
والديمقراطية والتطور الفظيع المريع الذي تعيشه مصر، كيف لايكون في
القائمة السوداء لـ2010؟
المصيبة أن هلال يفعل ذلك وهو أستاذ في العلوم
السياسية، أي أنه يحمل على كتفيه العلم والمعرفة اللذان يجعلانه يدرك
تماما- ولو أن هذه مسألة لاتحتاج إلى علم بقدر ما تحتاج إلى فطرة- أنه
يشارك في أكبرعملية كذب وتضليل على الشعوب في التاريخ، ويبدو أن ذلك يجعله
أكثر إصرارا على المضي قدما في الطريق.
فاروق حسني
هذا
مسئول احترف "الفشل" احترافا تماما كاحترافه للفن ولبقائه في وزراة
الثقافة، ثم أنه رجل لايمر عام بقي فيه في منصبه إلا وقعت كارثة أو مصيبة
في مجال مسئولياته، ليخرج بعدها غير مكترث أو مهتم بما حدث مؤكدا أنه
"فنان" وأنه مش عاوز الوزارة بس هو "الريس".
لن تكون سرقة لوحة الخشاش
إذن هي آخر السرقات أو المصائب في وزارة الثقافة طالما ظل حسني على قمتها،
وإذا ظل كما هو "وزير وفنان" ، فلن أن نتوقع أن نقرأ اسمه في قائمة العام
القادم بإذن الله.
حبيب العادلي
لم
يظهر وزير الداخلية كثيرا في وسائل الإعلام في عام 2010، باستثناء الحوار
السنوي الذي يجريه معه الإعلامي مفيد فوزي وهو حوار ناعم ورقيق ويليق
باحتفالات عيد الشرطة السنوية، لن تجد ظهور لافتا للعادلي، إلا أن الرجل
كان متواجدا في كل بيت في مصر تقريبا، عبر حالة الرعب المتنامية من اسم
وزارة الداخلية، وعبر حالات الموت تحت التعذيب على أيدي رجال الشرطة التي
انتقلت من السجون إلى الشوارع في 2010، وهو التطور الذي يجعل العادلي
يستحق مكانته في قائمة هذا العام.
أحمد أبو الغيط
هذا
مسئول آخر لايقوم بنشاط فعال أكثر من الهجوم على رموز الإعلام المعارض،
مثلما فعل هو في قضيته الشهيرة مع الإعلامي الكبير "حمدي قنديل"
والمتداولة حتى الآن في المحاكم.
لم يكن لوزارة الخارجية أي دور في
قضية دول حوض النيل بعدما انقلبت على مصر، وأصبحت تهدد حصتها التاريخية من
مياه النيل، ثم أن الوزارة برمتها "ركنت على جنب" في القضية الفلسطينية
بعدما انتقلت أوراقها كاملة إلى جهة سيادية، دعك من أن الوزارة تتعامل مع
المصريين في الخارج وكأنهم تابعون لدولة أخرى، لاحظ أن آخر قضايا العام
الموجعة كانت عن أسرة مصرية لاتستطيع استرادد جثة ابنتها التي توفيت في
لندن لأن وزارة الخارجية لاتحمي المصري بالخارج.. أحياء أو أمواتا.
نشأت القصاص
قد
يشتهر نائب البرلمان باستجواب ضخم، أو الكشف عن قضية فساد كبرى، أو حتى عن
طريق الخدمات التي قدمها لأبناء دائرته، لكن أن يكتسب نشأت القصاص عضو
مجلس الشعب السابق شهرته من كونه طالب وزارة الداخلية بإطلاق الرصاص على
المتظاهرين، فهذا أمر يجعله رمزا من رموز "السواد" في 2010.
منير الوسيمي
رغم
أنه يحمل لقبا محترما "نقيب الموسيقيين" إلا أن الملحن منير الوسيمي
لايزال يتعامل مع أعضاء نقابته باعتبارهم "مواطنين يعملون لديه" وكأنه
يليق تماما بنقابة في دولة من دول العالم الثالث كمصر.
أصدر الوسيمي
قرارا بمنع آصالة من الغناء في مصر بسبب خلاف بينها وبين الملحن حلمي بكر،
الخلاف يبدو شخصيا، لكن الوسيمي أراد أن يصنع منها حالة عامة، ليستعيد بها
ذاكرة المنع والحرمان وكأنه لايزال يعيش في القرون الوسطى غير مدرك أن صوت
أصالة يصل إلى محبيها عن طريق القلب وليس عن طريق قرار بإمضاء نقيب
الموسيقيين.
علاء الكحكي
رجل إعلانات ما الذي أتى به إلى القائمة السوداء في 2010؟
صحيح
أن علاء الكحكي يمتلك شركة إعلانات ذائعة الصيت "بروموميديا"، إلا أن
الرجل لايلعب دورا إعلانيا خالصا، وإنما هو بيزنس مخلوط بالسياسة، هو وكيل
إعلانات لقنوات "الحياة" وأو تي في وبانوراما دراما، إضافة إلى ثلاث صحف
مستقلة مهمة، ولهذا فإن الكحكي عبر قبضة إعلاناته يتحكم بشكل ما في سياسة
الجهات الإعلانية التي يدخل معها في شراكة، دعك أن الكحكي تحديدا كان من
الأسباب المعلنة التي كانت وراء أزمة جريدة الدستور بعدما قال مالكها
الجديد إن الكحكي رفض أن يجلب إعلانات لها بسبب سياستها التحريرية
المناهضة للنظام.. إنه البيزنس عندما يشارك عمليا في صناعة السياسة.