موضوع: دار الافتاء : لا يجوز استغلال الشعارات الدينية او الآيات القرآنية في الانتخابات الثلاثاء 09 نوفمبر 2010, 11:58
دار الافتاء : لا يجوز استغلال الشعارات الدينية او الآيات القرآنية في الانتخابات
دار الافتاء توجه ضربة للإخوان: لا يجوز استغلال الشعارات الدينية او الآيات القرآنية في الانتخابات
ـ فيما فسره المراقبون بضربة مباغتة لجماعة الإخوان المسلمين قبيلأقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات البرلمانية والتي تشهد اهتماماً واسعاًحرمت دار الإفتاء المصرية استخدام الشعارات الدينية في العملية الانتخابيةمهما كان مقصدها.
واعتبرت الدار التي يرأسها الدكتور علي جمعة لجوء بعض الأفراد او الجماعات لرفع أي شعارات ذات صبغة دينية بأنه أمر لا يبيحه الشرع
.كمااعتبرت الفتوى التي حملت رقم 75416 اللجوء إلى الاستعانة بالآيات القرآنيةبأنه مناقض تماماً لقداسة النص الإلهي، وقالت إن الشخص الذي يستغل الآياتالقرآنية في أغراض انتخابية أو دعائية يعرضها للإهانة، وبما يتنافى معجلالها وقدسيتها، من خلال استخدامها في غير موضعها ولخدمة أغراض شخصية، فيمحاولة للتأثر على إرادة الناخبين.
وأكدتالفتوى ان توظيف الآيات القرآنية والشعارت المستمدة من نصوص مقدسة فيالدعاية الانتخابية واستخدام الشعارات الدينية أمر غير جائز شرعاً ولايمكن القبول به لكون أصحاب تلك الشعارات يسعون في الأساس من ورائها للعبعلى مشاعر الأفراد وميولهم الدينية مما يسفر عن حالة من الكذب والنفاق وهوما يجرمه الإسلام
.وحذرتالفتوى من استخدام الآيات القرآنية والشعارات الدينية في الدعايةالانتخابية، لأن القرآن نص مقدس لا ينبغي أن يدفع به على اللافتات بغرضالصفقات والصراعات بين المرشحين لذا ينبغي الحفاظ على قدسية تلك النصوصالإلهية وتنزيههاعن الأغراض الشخصية والأمور النفعية التي يرجو الشخص منورائها التربح أيا كان شكل هذا التربح مالا أو نفوذا أو منصبا مرموقاً لأنالقرآن الكريم كما وصفه الله تعالى كتاب هداية، فقال 'ويهديهم إلى صراطمستقيم'.
وقالتإن من يستغل الآيات القرآنية في أغراض انتخابية أو دعائية فهو بذلك 'يبتذلالآيات القرآنية نصا ومعنى ويجعلها شأنها شأن كلام البشر الذي قد يصدق أويكذب، وهذا لا يليق مع كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه' كما أخبر بذلك رب العالمين
.ويرىمراقبون ان الفتوى الأخيرة تمثل وعاء قانونيا وصبغة شرعية على قرار اللجنةالعليا للانتخابات الذي يحظر على جميع المرشحين في الانتخابات التشريعيةالقادمة استخدام الشعارات الدينية في عملية الدعاية الانتخابية، وهو مايستهدف تحديدًا جماعة 'الإخوان المسلمين' التي ترفض بدورها التخلي عنشعارها: 'الإسلام هو الحل'. وفيأول نقد علني على الفتوى قال مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف إنالجماعة لا تعبأ بأي فتوى صادرة من أي جهة ولو كانت دار الإفتاء المصريةلأنه من المعلوم للجميع أن النظام يقف بالمرصاد ضد جماعة الإخوان المسلمينوقوى المعارضة الحقيقية في الشارع المصري
.أضافعاكف في تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' بأنه ليست المرة الأولى التي تصدرفتاوى من جهات رسمية من أجل تهديد الإخوان والمعارضة وتخويف المواطنينباسم الإسلام.قالمهدي عاكف: لقد حصلت الجماعة من قبل على أكثر من حكم قضائي من مجلس الدولةيؤكد مشروعية استخدام شعار الإسلام هو الحل في مختلف الانتخابات وذلك علىاعتبار أن دين الدولة كما ينص الدستور هو الإسلام كما أن الشريعةالإسلامية هي المادة الرئيسية للتشريع.
غير أن الدكتور ناجح إبراهيم الناطق باسم الجماعة الإسلامية يرى أنالانتخابات في الاساس شأن سياسي لذا فاستخدام الايات القرآنية فيها أمرغير جائز لانه قد يساء استخدامها فإذا ما استدل بها مرشح في إطار أنمقاطعة الانتخابات أمر غير جائز من قبيل قوله جل شأنه (ولا تكتموا الشهادةومن يكتمها فإنه آثم قلبه) فإن آخر قد يستدل بنص آخر عن شهادة الزوروبالتالي فالمسألة شائكة ويميل إبراهيم إلى عدم جواز استخدام الآياتالقرآنية في العملية الانتخابية لقدسية النص القرآني وعدم استغلاله فيأغراض تنافسية بين المرشحين.. غير أن الناطق بلسان الجماعة الإسلامية يرىأن شعار الإسلام هو الحل من الممكن الأخذ به لكونه شعارا عاما وإن كانالبعض يرى فيه خاصة من يتبنى برامج مغايرة أن أصحاب ذلك الشعار ينفون عنمنافسيهم التدين أو قد يدفع آخرين لرفع شعارات مناقضة كالاشتراكية هي الحلأو المسيحية
.كانتدار الإفتاء المصرية أصدرت عدة فتاوى بشأن العملية الانتخابية، من بينهاالفتوى رقم 10330 التي تنص على ضرورة مشاركة المسلم في الانتخاباتالبرلمانية والرئاسية، حتى وإن كان على علم مسبق بأن هذه الانتخابات سيتمتزويرها لصالح أشخاص بعينهم
.وكانتفتوى سابقة لدار الإفتاء التي تحظى بدعم المؤسسة الرسمية وتحمل رقم 85127قد نصت على عدم مشروعية الاعتراض على الانتخابات المزورة بالقوة، حيث أكدتأن الاعتراض على الفساد والباطل لا يكون بالخروج على قوانين الدولةواستقرارها وزعزعة أمنها، وإنما يكون من خلال القنوات المشروعة والتيتتمثل فى القضاء الذي يفصل بين المتنازعين لان العنف إذا لجأ له طرف ولوكان بغرض النهي عن المنكر سيسفر عن فوضى قد تؤدي في النهاية إلى تدميرالمجتمع وترويع الآمنين.وأكدتأن المشاركة في الانتخابات شهادة ويجب على المسلم عدم كتمانها لقوله تعالى'ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم'[البقرة: 283]. وقوله 'ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما اللهبغافل عما تعملون' [البقرة: 140]، وأضافت الفتوى إن هذا الأمر يعد أمانةيجب على كل مسلم أداؤها، ومن الأمانة أن يختار المسلمون الصالح لهم.
جديربالذكر أن دار الإفتاء رفضت إبداء الحكم الشرعي والرد على السؤال الذي حملرقم 211476 حول مشروعية كشف التزوير في الانتخابات لوسائل الإعلامالخارجية، كما رفضت الإجابة عن السؤال رقم 299307 الذي يطلب فيه صاحبهالحكم الشرعي حول من مات أثناء مناصرة مرشح أو فصيل بعينه او اعترض علىتزوير الانتخابات وهل يعد في نظر الشرع شهيداً أم لا.
'القدس العربي'
دار الافتاء : لا يجوز استغلال الشعارات الدينية او الآيات القرآنية في الانتخابات