(يا ابن ادم لا تخف من ذي سلطان ما دام سلطاني موجود وسلطاني وملكي لا يزول,لا تخف من فوات الرزق ما دامت خزائني مملوءة لا تنفذ وخلقت الاشياء كلها من اجلك وخاقتك من اجلي فسر في طاعتي يطعك كل شىء,لي عليك فريضة ولك غلي رزق فان لم تخالفني في فريضتي لم اخالفك في رزقك,وان رضيت بما قسمت لك ارحت قلبك وان لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لاسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البرية ولا ينالك منها الا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما)
السؤال:
ما مدى صحة هذا الحديث و هل من المكن ذكر المرجع إذا وجد؟
الجواب:
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نجد هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا في دواوين الإسلام المشهورة، ولا في ما بين أيدينا من أجزاء الحديث المنثورة، بل لم نجده في الكتب المصنفة لكشف الأحاديث الموضوعة، وما دام الأمر كذلك فلا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا يقال فيه: موضوع أو لا أصل له، قال ابن الجوزي: ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.
قال السيوطي في تدريب الراوي: ومعنى مناقضته للأصول: أن يكون خارجاً عن دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة.
وإنما وجدناه في كتاب الفتوحات المكية لابن عربي، وكتاب المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي منسوباً إلى كعب الأحبار أنه وجد هذه الكلمات بطولها في التوراة.
ولا يقطع بصحة نسبته إلى كعب أيضاً، لعدم وروده بالإسناد إليه، كما أن الكتابين المذكورين ليسا من الكتب المعتمدة عند أهل العلم في نقل الأخبار.
قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي: ليس كل ما نسب إلى كعب في الكتب بثابت عنه، فإن الكذابين من بعده قد نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يقلها.
وعلى افتراض صحة نسبة هذا إلى كعب -وهو أمر مستبعد- فإنه لن يعدو أن يكون من الإسرائيليات
والله أعلم.