ستبقى القدس أمانة في أعناق كل المسلمين إلى أن تتحرر وليس في عنق الشعب الفلسطيني فقط.. فعندما سقط القدس في يد الصليبيين تمكن المسلمون تحت قيادة صلاح الدين من تحريره، بينما عندما سقط بيد الصهونيين عام 1967 لم تستطع الأمة العربية من تحريره حيث يبدو أنها مرضت وفقدت النخوة والأحاسيس ويجب أن نعيدها للحياة مرة ثانية.
ه يختار الأنبياء وكذلك البلاد "مكة، المدينة المنورة، القدس" وبارك الله فيها وبما حولها، والأرض على مدى التاريخ وجعلها موطن كل الرسالات فلا يمكن تجاوز الأزمة الفلسطينية إلا إذا اجتمعت الشعوب العربية على المبدأ والفكرة.
يؤلمني أن كثيرا من الناس مات عندهم معنى الإيمان خاصة أن قضية القدس قضية دين وليست سياسية، فالمشكلة في انقسام الفلسطينيين والمسؤولية تقع علينا أيضا حيث أن ديننا لا يجوز لنا أن نتخلى عنها لأن القدس أمانة وجزء من ديننا".
الإيمان بديننا
تحرير القدس واجب على كل مسلم ومسلمة ويجب أن نسعى إلى تحقيق هذا الهدف، فمن أفكار القيادة الإسلامية التكامل حيث يعتمد الانتصار على الذي يؤمن بفكرته أكثر والأقوى ماديا، ففي حال تصارع جبهتين أحدها عندها فكرة تؤمن بها وإيمان عميق حتى لو كانت على باطل، والجبهة الأخرى عندها فكرة فقط فطبعا الانتصار تكون للجبهة التي تؤمن بفكرتها.
ولنضرب مثلا
بقصة المغول عندما هاجموا بلاد الإسلام وكانوا أقوياء وليس عندهم فكرة ولا عقيدة إنما كانوا أمة همجية لكنهم واجهوا أمة إسلامية لا تؤمن حقيقة بفكرتها إذن فالمنتصر كان الأقوى ماديا والمؤمن بالفكرة.
كما أن إيمان صلاح الدين الأيوبي خلال موقعة حطين عندما دخل المعركة بـ 12 ألف جندي أمام 250 ألف من جيش الروم، وراء خروجه منتصرا لأنه كان مؤمن بفكرته ومتمسك بإيمانه.
ويظهر الأمر جليا في مسألة القدس، فنحن كمسلمين 1500 مليون أما اليهود 15 مليون ولا يوجد مقارنة نظرا للفارق الكبير، وإذا نظرنا فالإمكانيات متوافرة لدى المسلمين مثل النفط والعامل البشرى فلماذا نهزم ولا نسترد القدس؟.. أنهم استطاعوا أن يكونوا قوة مادية وفكرة يؤمنون بها، فمنذ 1899 وهم مؤمنون بأنهم الأقوى، وكل يهودي في العالم يؤمنون بفكرة الدولة اليهودية حتى الفاجر يضحى بنفسه من أجل هذه الفكرة سواء كان داخل إسرائيل أو خارجها فقاموا بصنع قنابل نووية وجيش قوى حتى المرأة فتخيلوا أن الشعب كله جيش.
في المقابل نحن عندنا مناهج وفكرة الإيمان وهبها لنا الله سبحانه وتعالى لكننا تفرقنا وتمزقنا ولم نعرف أن نصنع قوة مادية ولا فكرة، فكان الطبيعي أن يكون المنتصر هم اليهود بفضل إيمانهم الشديد بدولتهم وتخاذلنا في إيماننا.
ضعف اليهود
رغم كل هذا التشاؤم إلا أن هناك تفاؤلا من ناحيتنا نحن كعرب ومسلمين في أن نتغير للأفضل وهما يتغيروا ولكن للأسوأ، خاصة أن اليهود اليوم اختلفوا تماما عما سبق وهناك 10 مؤشرات لتراجع دولة اليهود، وهي:-
1 - اختفاء القيادات اليهودية
2 - تراجع التأييد العالمي لليهود خاصة بعد أحداث غزة الأخيرة والتي لم يسبق له مثيل منذ احتلال فلسطين
3 - العامل البشرى فهناك هجرة معاكسة فكان اليهود يأتون بالملايين إلى إسرائيل خاصة من روسيا أما الآن فالعكس كما هناك قلة المواليد الجدد أما الفلسطينيين في إزدياد واليهود في تناقص بشكل غير عادى.
4 - الفشل في تحقيق الأهداف في الحروب الأخيرة حيث لم تستطع لإسرائيل تعمل أي شيء أو تغير النظام السياسي أو تهدم المقاومة الفلسطينية.
5- الكثير يعتبر الجدار العنصري مصيبة ولكننا ننظر إليه كإشارة للضعف الإسرائيلي خوفا من المحيط بهم.
6- كان هناك قتال ومقاومة فلسطينية والمقاومة أساسية في الإسلام
7 - رغم كل المحاولات من السلام ومعاهدات التي جرت بين إسرائيل والدول العربية لكنها فشلت في التطبيع والاندماج مع شعوب المنطقة فالناس ترفض السياح والبضاعة الإسرائيلية.
8- زيادة التفكك الداخلي والانحلال داخل إسرائيل وهذا مبشر لانهيارها
9- تراجع حماس إقامة دولة يهودية في الأجيال القادمة فاليوم الشباب الإسرائيلي صارت القضية بالنسبة لهم مال وترف.
10 - رغم الضرب والأذى والتنكيل بالشعب الفلسطيني البطل إلا أن ذلك زاده صمودا أمام المحتل الإسرائيلي، فضلا
عن أنه ضاعف انتماءه للإسلام والعروبة وإعادة الفلسطينيين لقضيتهم.
الصراع لصالحنا
وأشدد جدا ومعى الكثير بل امامى فنحن من نسير خلفهم نشدد جميعا على أن المعادلة قد تغيرت وان الصراع ينقلب لصالحنا خاصة بعد أحداث غزة الأخيرة، فمثلا عندما حفر الرسول (صلىالله عليه وسلم) في غزة الخندق عندما جاء قريش فوقهم فابتلى المؤمنين بهذا الزلزال فقال الرسول "نغزو قريشا بعد اليوم.
أما إسرائيل ليس بكثير ليدموا أو يصمدوا لكن عندنا مشكلة يجب معالجتها أولا هو أن شباب اليوم لا يعرفون معنى الصهوينة أو الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة حتى شباب الفلسطينيين، إلا أن الأكثرية عندهم انتماء ويقاوم وسيغير المعادلة، لكن أيضا هناك تغيرات بنسبة 2% من الشعوب قادرين على تغير الشعوب الأخرى فكل ما نحتاجه هذه النسبة من شابا أمتنا حتى نغير 98 % ويؤمنون بالفكرة وتبدأ المعركة لتحرير فلسطين.
ويعتبر اليهود أنهم شعب الله المختار ففي كتابهم "التلمود" يجوز اغتصاب الغير يهودي، كما أنهم يعاملون البشر كحيوانات، وأن الله عندهم حاقد وحاسد ويحب اللحم المشوي فهذا الدين قائم على الحقد، ويحكى الدكتور سويدان انه عندما كان طالب قامت منظمة عالمية بتنظيم يوم لمقارنة الأديان فدعوني أمثل المسلمين وشارك الأديان الأخرى من مسيحيين بمذاهبه والهندوس حتى ديانات إفريقية غير معروفة، إلا اليهود لم يشاركوا لأنهم لم يدعو أحد لدينهم لأنه لا يوجد أحد غير ديانته لليهودية لأنهم لم يثقوا بأحد إلا اليهودي الأصلي. وأشدد جدا على ايمانى الكامل ومعى بل وامامى الكثر من العلماء على
ويحسب لليهود أنهم استطاعوا أن يؤسسوا منظمات قوية تدعمهم مثل "ايباك" الامريكى الاسرائيلى كان اسمه أولا "المجلس الصهيوني الامريكى"، وتعد هذه المنظمة قوية جدا حيث لا يوجد مرشح للرئاسة الأمريكية إلا لابد يأخذ برأيها.. مناحم بيجن لم زار "ايباك" جمع بليون ونصف دولار لصالح إسرائيل فأين منظماتنا ودولنا وقادتنا.