السموم هي مواد كيميائية من أصل نباتي أو حيوني أو معدني أو مواد مستخلصة من البترول أو مواد مشيدة كيميائيا و هي المواد المصنعة.
وقد يتعرض الإنسان لخطورة هذه السموم إما في المنزل أو في مقر العمل , و
خاصة إذا كان مقر العمل مصنعا من المصانع التي تنتج المواد الكيميائية أو
تستعملها في أغراض صناعية , و قد يكون مقر العمل حقلا زراعيا أو حديقة
معرضة للتلوث بالمبيدات الحشرية , أو يكون معملا كيميائيا في إحدى الكليات
أو المعاهد أو الهيئات العلمية أو التجارية. و تعتبر البيئة مصدرا من
مصادر التسمم للإنسان و الحيوان و النبات , حيث تسبب المواد الكيميائية
السامة تلوثا للهواء و الماء و الغذاء.
و تنتج حوادث التسمم إذا وجدت هذه السموم سبيلا إلى الوصول إلى جسم
الإنسان أو الحيوان , فقد يتعرض الجلد بطريقة عفوية للتلوث بأحد هذه
السموم التي قد تحدث إصابات بالغة الخطورة في أنسجة الجلد , و قد تصل
السموم إلى الجهاز الهضمي عن طريق الفم , حيث تتسرب إلى الدم و منها إلى
أجهزة الجسم المختلفة التي تضطرب وظيفتها و تتوقف بعض الأنشطة الحيوية
داخل خلاياها. و قد يحدث التسمم نتيجة لاستنشاق الغازات السامة أو أبخرة
السوائل السامة , أو الهواء الذي يحتوي على غبار أو أتربة تحتوي على مواد
كيميائية ضارة.
الأدوية
قد تنجم بعض حالات التسمم في المنزل عن سوء إستعمال الدواء , أو عن تناول
الدواء بطريق السهو أو الخطأ , أو تناول مقادير كبيرة بهدف الإنتحار.
وتكثر حوادث التسمم من الدواء في الأطفال دون الخمس سنوات من أعمارهم , و
ذلك بسبب الاهمال في حفظ الأدوية بعيدا عن متناول أيديهم.
و تشمل الأدوية التي قد تسبب حدوث حالات التسمم في المنزل على المواد التالية :
1. الأفيون و مشتقات المورفين
تحتوي بعض المستحضرات التي تستعمل في علاج الإسهال أو علاج السعال على
الأفيون أو أحد مكوناته أو مشتقات هذه المكونات , و تعتبر هذه المستحضرات
من أخطر المواد التي قد ينجم عن تناولها حوادث التسمم في الأطفال , حيث
تسبب اضطرابات أجهزة الهضم و التنفس و الأعصاب و القلب والأوعية الدموية و
الجهاز العصبي المركزي.
2. المنومات و المهدئات
تستعمل المنومات مثل الباربيتيورات و مشتقاتها , و المركبات المشابهة لها
, و المهدئات مثل البنزوديازيبينات - الفاليوم...الخ- في علاج الأرق ,
والتشنجات وفي علاج مرض الصرع , كما تحتوي بعض المستحضرات التي تستعمل في
تسكين الالام و الصداع على بعض المنومات , و تسبب الجرعة السامة من هذه
المنومات حدوث اضطرابات في التنفس و الدورة الدموية و الجهاز العصبي
المركزي.
3. المسكنات
تعتبر المسكنات مثل حمض السليسيليك ( الأسبرين... ) و الباراسيتامول (
الفيفادول , البنادول...) و حمض الديكلوفيناك ( الفولتارين...) و البروفين
من الأدوية التي لا يكاد يخلو منها أي منزل , حيث تستعمل في تسكين الألام
و في علاج الصداع و أمراض الروماتيزم و في تخفيض درجة حرارة الجسم
المرتفعة بسبب الإصابة بالحمى أو بعض الأمراض الأخرى. و قد يصل أحد هذه
الأدوية إلى متناول أيدي الأطفال حيث يبتلعها دون أن يدرك خطورتها , فتسبب
له إصابات في أجهزة التنفس و الأعصاب والسمع و الكلية و القلب و الأوعية
الدموية.
4. الأدوية المنبهة
تستعمل بعض المستحضرات التي تحتوي على أدوية منبهة , مثل الكافيين و
الأمفيتامين , كمنشطات كما تستعمل في علاج الصداع و مرض السمنة. و يسبب
تناول الجرعات الكبيرة من هذه المستحضرات حدوث إثارة الأعصاب و التشنجات و
إفراط الحركة و إرتفاع ضغط الدم و تقلصات في عضلات البطن.
5. أقراص منع الحمل
يحدث التسمم من اقراص منع الحمل إذا أستعملت بمقادير كبيرة , أو إذا تناولها الأطفال , حيث تسبب الغثيان و القيء و النزيف المهبلي.
6. أدوية الإسهال
تحتوي بعض أدوية الإسهال على خلاصة نبات( ست الحُسُن ) أو على المادة
الفعالة المستخلصة من هذا النبات ( الأتروبين ) أو مشتقات الأتروبين , و
يسبب تناول جرعات كبيرة من هذه المستحضرات , و خاصة الأطفال إحمرار الجلد
و جفافه و جفاف الفم و الحلق و إرتفاع ضغط الدم و تقلصات في عضلات البطن.
7. مستحضرات الحديد
تعد المستحضرات التي تحتوي على عنصر الحديد من أخطر المستحضرات التي تسبب
حوادث التسمم في الأطفال , حيث تجتذب أقراص الحديد الملونة و المغطاة
بطبقة من السكر الطفل , فيتناولها بكميات كبيرة , تسبب له حدوث نزيف و
إصابات في الجهاز الهضمي , بالإضافة إلى إضطرابات في الدم و الكبد
والأوعية الدموية.
8. أدوية الحساسية
تسبب أدوية الحساسية عندما يتناولها الشخص ( و خاصة الأطفال ) بجرعات
كبيرة الهلوسة و الهذيان و التشنجات , كما قد ينجم عن تناولها حدوث هبوط
في الجهاز العصبي المركزي و هبوط التنفس , و جفاف الفم و الحلق و ارتفاع
درجة الحرارة.
9. مستحضرات الزئبق
تستعمل بعض مستحضرات الزئبق مثل المركيركروم كمطهرات لجروح و إصابات الجلد
, و تعتبر هذه المستحضرات من المواد السامة التي يؤدي تناولها بالفم إلى
حدوث اضطرابات للمعدة و الأمعاء و الكلية و الكبد.
10. مستحضرات اليود
تستعمل مستحضرات اليود مثل صبغة اليود في تطهير الجروح كما تستخدم هذه
المستحضرات في علاج اضطرابات الغدة الدرقية و يسبب تناول المحاليل التي
تحتوي على اليود بتركيز مرتفع حدوث إليهابات و ألم في المعدة و الأمعاء ,
قد تكون مصحوبة بحدوث نزيف و قيء و إسهال , كما تسبب مستحضرات اليود
المركزة إصابات في الجلد و الأغشية المخاطية في الفم و العين , و يؤدي
إستنشاق غاز اليود إلى حدوث إصابات في الرئة و سعال.