أدي خوفنا من انتشار إنفلونزا الخنازير.. إلي إفساد فرحتنا بعيد
الفطر.. ولأول مرة منذ أعوام طويلة.. نشعر بالكآبة من ذهاب أولادنا
إلي المدارس أو الجامعات.. لاننا ندرك حجم وفداحة هذا الوباء اللعين
الذي أصبح الحديث الأول في بيوتنا ونتابع أخباره دقيقة بدقيقة في كل وسائل
الاعلام ونحرص علي المعلومات والبيانات التي تصدرها وزارة الصحة حول
انفلونزا الخنازير.. والذي نجح ان يؤرق المسئولين في كل دول العالم خاصة
ان معدل الاصابة به يصل إلي الآلاف وتعدت الوفيات الناتجة عنه المئات من
الضحايا في مختلف الدول سواء كانت غنية أو فقيرة.. وأصبح العالم في
مواجهة حقيقية مع هذا الفيروس اللعين والذي يتحور ويتحول في طرق الاصابة
به وكيفية مقاومته وخاصة انه ينشط ويهاجم الانسان بشراسة عن طريق الهواء
والتنفس في درجات الحرارة المنخفضة ويتوقع كل خبراء الصحة في العالم ان
يكون الشتاء القادم موسم مواجهة قاسية وصارمة مع وباء انفلونزا الخنازير
ولااحد يعلم مداها غير الله تعالي.. ورغم كل المواجهات الشرسة والخطط
الاستراتيجية التي أعدتها الحكومة المصرية للتصدي لهذا الخطر الذي يستهدف
أطفالنا وشبابنا إلا أن التكاتف الأسري والشعبي والجماهيري علي جميع
المستويات يتطلب منا ان نكون جميعا علي مستوي المسئولية وان ندرك أن وجود
طفل واحد مصاب بهذا المرض في فصله الدراسي يعرض زملاءه كلهم لهذا المرض
وان الاسراع إلي المراكز الصحية والأطباء عند الشعور بأي حالة مرضية هو
الطريق الصحيح لحصر هذا الخطر والقضاء عليه وعلينا ان نتقبل كل القرارات
السيادية المنظمة للعملية التعليمية سواء كانت بحصر الدراسة ثلاثة أيام
اسبوعيا فقط أو تنظيمها وتقسيمها علي فترتين صباحية ومسائية أو تأجيلها
بضعة أيام أو أسابيع أو اختصارها إلي بضعة شهور أو تقليل واختصار المناهج
التعليمية للفصل الدراسي الواحد أو حتي - لا قدر الله - إلغاء السنة
الدراسية بأكملها.. فالأمر جد خطير ويتطلب منا زيادة الوعي والاحساس
بالمسئولية الجماعية .