البانجو أو ما يسمى بالماريجوانا وهو أوراق نبات القنب الهندى الذى يستخرج
منه الحشيش فعندما تقل نسبة العنصر الفعال THC فى نبات القنب فإنه لا يمكن
الحصول على راتنج الحشيش منه كما لا يمكن تجفيف النبات وصنع طرب (مفردها
طربة) وكتل وألواح الحشيش منه وفى هذه الحالة تجمع أوراق النبات وتجفف
وتلف أو تدق وتصبح البانجو، ولذا كان البانجو من أرخص أنواع المخدرات ومن
أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق ويكفى أن تعرف- عزيزى القارئ- من
الدراسات التى أجريت عليه من المتخصصين والأطباء أنه:
1- يزيد من السلوك العدوانى.
2- يقلل من النشاط العام.
3- يزيد من فترة الخمود.
4- يقلل من النشاط الجنسى لحد الإصابة بالبرود الجنسى، وهذا عكس ما يعتقده المتعاطون.
5- يؤثر على أنسجة الكبد والكلى والخصيتين والمخ ويسبب تليف هذه الأعضاء.
6- له تأثير سرطانى لأنه يزيد من التشوهات التركيبية والعددية
للكروموسومات فى النخاع العظمى. 7- يزيد التشوهات الخلقية سواء فى الشكل
الخارجى أو الهيكل العظمى. 8- يقلل من معدل انقسام الخلية ومن تخليق خلايا
جديدة فى حالة تكون كرات الدم الحمراء ويزيد من كرات الدم البيضاء بسبب
زيادة درجة السموم داخل جسم المتعاطى.
9- يسبب نقصاً فى وزن الأعضاء الجنسية كالخصيتين والرحم والبربخ والحويصلة المنوية والبروستاتا.
10- يزيد من آثار الأمراض الوراثية فى الأجيال القادمة .
11- ضعف التركيز والانتباه وتبلد الانفعال وسوء الحكم على الأمور واضطراب الإدراك الحسى للزمان والمكان.
12- يساهم فى الإصابة ببعض أمراض القلب ويسبب زيادة فى ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
13- يسبب فشل الرئتين وتدميرهما وإصابتهما بسرطان الرئة.
14- إضعاف جهاز المناعة مما يساعد على سهولة الإصابة بأى أمراض أخرى.
15- التعاطى لمدة كبيرة يؤدى للإصابة بحالات مرضية نفسية كالبارنويا
والخلط الذهنى الحاد والفصام والاضطرابات الانشقاقية والقلق والهلع .
وإذا لم يعالج فإن متعاطى البانجو يصاب بنوبات صرعية حيث يفقد فيها
السيطرة على إخراجه ويصاب برعشة فى يديه وتوتر عصبى وميل للقىء وأرق مصحوب
بقلق ويعانى من هلاوس بصرية مخيفة كأن يرى حشرات أو زواحف ضخمة تفوق حجمه
مع ارتفاع درجة حرارته وآخر مرحلتين يمر بهما المريض قبل موته المحقق هو
الاعتداء على محارمه فلا فرق بين أخته وأمه وعمته وخالته وبنت الجيران
وسواء كان هذا الاعتداء جسمانياً أو جنسياً رغم ضعفه الجنسى وإصابته
بالبرود وفى الأغلب تكون محاولات جنسية وقد يصل الأمر لحد الاعتداء الجنسى
على الذكور من أسرته كالأخ الصغير أو من غير أسرته كطفل الجيران والمرحلة
الأخيرة قبل الوفاة هو فقد السيطرة على جهازه الإخراجى فى التبول والتبرز
وهو فى نوبة صرع طويلة وقد تكون الأخيرة فهو قبل الموت يعوم فى بحيرة من
المجارى الشخصية وتقرف أسرته من تنظيفه.
والغريب والعجيب لم تنتبه أجهزة الإعلام لذلك الأمر الخطير والذى يهدد
الأمن الشخصى والأمن العام ويقضى على شباب الأمة ويلوث سمعة أسر كريمة
وكنا نطمح أن تكون هناك ملصقات فى كل مكان تحذر الشباب من خطر البانجو.
ولكن بكل أسف وحزن وأسى كثير من الأعمال الدرامية ما تروج للبانجو بالذات
من خلال أعمال فنانين نحبهم مثل الفنان محمد سعد والذى لا تخلو أفلامه من
البانجو والخمور والحشيش ونحن نضحك ونقهقه ونخرج من الفيلم متأكدين أن
أحسن حاجة "تخليك بطل وتخرم التعريفة وتجرى شارع بحاله ويحطوك على الجنيه
المصرى وتحبك حبيبتك حب رهيب أنك تقربع تحت بلكونتها قزازة خمرة وتغنى
أغنية وأنت تترنح وتمرمغ نفسك فى الشارع وتضرب سيجارتين بانجو وتسحب لك
نفس حشيش من سبع أو ثمانى جوز فتطلع نار" .
وأفلام الفنان الجميل الرقيق أحمد حلمى كذلك دعاية مباشرة للبانجو
فالبانجو يشرب فى لقطات محشورة حشراً وبسم الله ما شاء الله بدون أعراض
ولكنها من مستلزمات البطولة ومقتضيات الفكاهة وكذلك الحشيش والخمور.
وكذلك الفنان الكوميدى الرائع محمد هنيدى لا تخلو أفلامه من ذلك وكأن
ممولى هذه الأفلام هم تجار البانجو والحشيش وفرصتهم عرض المنتج على الشاشة
وسط عواصف من الضحك فهم لا يستطيعون بث إعلانات تليفزيونية عن بضاعتهم
مدفوعة الأجر مخافة البوليس والضرائب ولماذا يدفعون وكل أعمالنا الفنية
تؤدى هذه المهمة باقتدار ولن يجدوا ساحة للإعلان أرحب ولا أحسن من أفلامنا
ومسلسلاتنا و"حاجة ببلاش كده".
ألا يعتبر ذلك دعوة صريحة للشباب لشرب البانجو والحشيش وربما يقول قائل إن
تلك الأفلام تعكس الواقع وهل لو كان ذلك واقعاً مريراً لبعض شبابنا فهل من
المعقول أن ننفخ فى ناره ليزداد تأججاً وننشر غسيلنا الوسخ لكل سكان الكرة
الأرضية ودعوة لتجار كولومبيا لممارسة نشاطهم فى مصر فلا ضرائب ولا مصاريف
دعاية.
أليس من الأفضل أن "نكفى على الخبر ماجور ولا من شاف ولا من درى على
خيبتنا التقيلة" ونعطى فرصة للشرطة أن تقبض على تجار الحشيش والبانجو وقد
تتمكن من القضاء على الظاهرة بدلاً من إباحتها فى قوالب درامية سواء كانت
تراجيدية أو كوميدية هزلية ويصبح غاية كل شاب وكل مراهق أن يقلد الأبطال
الظرفاء بشرب البانجو والحشيش وقد نشرت الصحف قصة شاب يتعاطى المخدرات وهو
ابن لأستاذ جامعى وقد غضب الوالد غضباً شديدا على مسلك ابنه فتوسط زملاء
الابن لدى والده قائلين له: إنه "بيشرب بانجو بس يا أونكل"!!!.
ولقد تعلمنا فى شبابنا شرب السجائر من الأفلام وكنا نسبح فى عالم البطولات
السينمائية وخيالات الحب والغرام ونحن ننفث دخان السيجارة ونتقمص شخصية
أبطال الأفلام ولكن لله الحمد لم نتعلم غيرها لضيق ذات اليد وشخصية الوالد
الطاغية.
الأعمال الفنية يجب أن ترصد وتمهد للمستقبل الواعد وهى ليست لاجترار
الماضى وتقديم الحاضر "بعبله ووساخته وقاذوراته" وإظهار الرضا به ولكن
المفروض هو تقديم أجمل ما فيه لأننا بصدد بناء وطن قوى عزيز ويعيش فيه
ملايين من أذكى البشر ويمكنهم لو وجدوا خرائط حضارية يسلكونها لكانت
إبداعاتهم مذهلة، وهل تعلمون- يا سادة ياكرام- أن الذى صمم ونفذ محطة سكك
حديد برلين مهندس مصرى وأشهر عالم فضاء فرنسى شاب مصرى وسبق أن حضر لمصر
ليجرب مركبة فضاء سيطلقونها للمريخ فى إحدى واحات الصحراء الغربية المصرية
وجاء وركب مركبته الفضائية وجربها وعاد لفرنسا دون أن يستقبله وزير البحث
العلمى حينئذٍ.. وأخيراً وياللعجب لورد المصرى فى مجلس العموم البريطانى
والأغرب أن رئيس قسم الأطفال فى الكونجرس الأمريكى مصرى.
وببساطة شديدة لو وجد شبابنا شخصية كوميدية فى عمل فنى لطيف تحاول إفادة
بلدها أو مجتمعها وتشرب ماء وكازوزة فقط ومش "حنقول بيبسى" لنجح الفيلم
وتعدى إيراد الشباك 17 مليونا كما هو معهود فى أفلام البانجو ولقلد الشباب
البطل وأفادوا واستفادت صناعة الكازوزة المصرية.