بروكسل - أعلنت عضو مجلس الشيوخ البلجيكي ورئيسة كتلة الحركة الإصلاحية كريستيان دو فرانيه عن تقديم مشروع قانون يجرم ارتداء البرقع الأفغاني والنقاب السعودي في بلجيكا. وقالت البرلمانية البلجيكية في تصريحات صحفية اليوم الخميس 3-9-2009: إن "الاقتراح يأتي حرصا على السلامة العامة، واحتراما لقيم المجتمع"، مشيرة إلى أن القانون يجب أن يتضمن نصوصا تعاقب من يرتدي أي لباس يعيق عملية تعريفه أو تحديد هويته في الأماكن العامة والهيئات الحكومية، خاصة الأزياء التي تغطي الوجه كليا أو جزئيا كالبرقع أو النقاب.
وينص اقتراح القانون المقدم على فرض عقوبات تبدأ بغرامة تتراوح بين 15 و25 يورو لتنتهي بالسجن لفترة تتفاوت بين يوم واحد وسبعة أيام، بحسب و
ويترك القانون، الذي لم يتم التصويت عليه بعد، الحرية للسلطات المختصة بفرض عقوبة واحدة أو عدة عقوبات، بحسب تعبير دو فرانيه، التي أعربت عن تفاؤلها بإمكانية التصويت على الاقتراح قريبا على أساس "الدعم" الذي تتمتع به من قبل مدير مركز تكافؤ الفرص وبعض المفكرين في البلاد، وكذلك بعض نواب التيار الديمقراطي.
السلامة العامة
وأعادت دوفرانيه إلى الأذهان ما جاء في عدة مناقشات عامة دارت في بلجيكا مؤخرا، أكد خلالها كثير من المفكرين والنواب أن منع ارتداء النقاب أو البرقع أمر يتعلق بالسلامة العامة، والتماسك الاجتماعي، والعيش المشترك في البلاد.
وقالت عضو مجلس الشيوخ البلجيكي إن ارتداء البرقع أو النقاب ليس أمرا دينيا، ولم يتحدث القرآن عن هذه الأمور"، بحسب زعمها، مشيرة إلى أن رفض هذا النوع من الأزياء لا يعني رفض الإسلام بوصفه دينا، ولكنه رفض لخط سياسي متطرف يقوم على عزل الآخر عن المجتمع أو حتى عزل الذات.
يذكر أن مشروع القانون المقترح اليوم جاء مكملا لنص قانوني طرحته الحركة الإصلاحية نهاية عام 2004، بهدف تعميم التعليمات المعمول بها في بعض البلديات حيث تقطن أغلبية مسلمة، ويمنع فيها ارتداء أي زي يخفي هوية الأشخاص في المؤسسات العامة والهيئات الحكومية، إلا بناء على إذن خاص من عمدة البلدية المعنية.
منع الحجاب
يأتي مشروع القانون بعد أيام من مظاهرات قام بها مسلمون أمام مدرستين رسميتين الثلاثاء الماضي الذي وافق اليوم الأول للعام الدراسي الجديد في بلجيكا؛ احتجاجا على قرارهما منع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب.
ويعود قرار منع ارتداء الحجاب أو السماح به في المدارس إلى مديري المدارس، ويوجد 23 مدرسة فقط من بين 148 مدرسة في المستويات الأقل من الثانوي تسمح بارتداء بالحجاب، بينما كانت هناك مدرسة واحدة فقط ثانوية تسمح به قبل أن تقرر مؤخرا عدم السماح بارتدائه.
ويعيش في بلجيكا نحو 450 ألف مسلم من أصل حوالي عشرة ملايين نسمة، ويتوزع المسلمون بين 250 ألفا من أصول مغربية، و130 ألفا من أصل تركي، و30 ألفا من أصل ألباني، أما الباقي فمن أصول فلسطينية، وجزائرية، وتونسية، وبوسنية.
كالة الأنباء الإيطالية "آكي".