هل الصيام آمن بالنسبة لي؟
يعتقد الكثير من الأطباء أن الصيام يفيد الجسم عموماً، لأنه ينظّم عملية حرق الدهون وخسارة الوحدات الحرارية، لو تمّ باعتدال. إذا كنت تتمتعين بصحة جيدة ولا تعانين من أي مضاعفات صحية، بإمكانك متابعة روتين حياتك اليومية من دون تعديل باستثناء الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة والابتعاد عن التوتر والقلق قدر الإمكان. وتذكري ضرورة الحصول على المواد الغذائية الضرورية وعلى كمية كافية من الوحدات الحرارية حين تفطرين.
كيف أتدبر الأمر لو كنت أعاني من الغثيان الصباحي؟
document.write('');
لو كنت في المرحلة الأولى من الحمل (أي الأشهر الثلاثة الأولى)، ربما تجدين الصيام بالذات صعباً. ففي هذه الفترة، يكون الغثيان في أسوأ حالاته. حاولي أن ترتاحي قدر المستطاع وخططي لتمديد وجباتك ما بين المغرب والفجر. لو ساء وضع الغثيان مع الصيام، تحدثي مع طبيبك في الأمر.
تقول الدكتورة نفيسة الصيرفي، من مجلس "بيبي سنتر" الاستشاري الطبي، إن النساء اللواتي يعانين من القيء الحاد خلال أشهر الحمل الثلاثة الأولى قد تفقد أجسامهن السوائل وبعض المعادن مثل الصوديوم. في مثل هذه الحال، ربما يتوجب على المرأة أن تحقن بمغذٍّ عبر الوريد، وهو يفطر، مما يضطرها إلى الامتناع عن الصيام حتى يتوقف القيء.
طرق عملية للنجاح
•افطري تدريجياً على دفعات، من خلال تناول وجبة صغيرة على مهل ،بدل أكل وجبة كبيرة دفعة واحدة.
• احرصي على الاهتمام بوجبة السحور، لكن تأخري في تناولها قدر المستطاع.
• اشربي الكثير من السوائل – بين 8 إلى 10 أكواب من الماء يومياً.
•كُلي البلح أو التمر للتخفيف من الإمساك.
•حاولي تناول البروتينات الحيوانية سهلة الهضم، مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك والبيض.
• تناولي المزيد من الفاكهة والخضراوات الطازجة بما فيها ذات الأوراق الخضراء. ومن أجل تجنّب الإصابة بالليستريوزيس، اغسليها جيداً وبانتباه وأزيلي أي أتربة أو أوساخ.
• قلّلي من استهلاك الكربوهيدرات والدهون، وربما من الأفضل الابتعاد عن بعض الأطعمة مثل المخللات، والتوابل (البهارات)، والقهوة، والشاي، والمياه الغازية، والحلويات التي تزخر بها الموائد الرمضانية.
هل أمتنع عن الصيام لو كنت مصابة بمضاعفات أثناء الحمل؟
هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام أثناء الحمل، وتتضمن:
• مرض السكري
• مرض الكلى المزمنة
• قصور في وظائف الكبد
• الربو الذي يتطلب بخاخاً للاستنشاق.
كما هناك بعض الحالات المرتبطة بالحمل والتي قد تمنعك من الصيام، بينها:
• ارتفاع ضغط الدم
• الحمل بتوأم
• خطر الولادة المبكرة
• أمراض الحمل الحادة
هل هناك أسباب تدعوني لكسر الصيام؟
في حال شعرت أثناء الصيام بأي دوار (دوخة) أو هبوط أو خفقان في القلب، أو صداع شديد، أو أي اضطرابات في الرؤية، أو انخفاض في حركة الجنين (خاصة خلال المرحلة الأخيرة من الحمل)، توقفي عن الصيام واتصلي بطبيبك.
كيف يمكنني التأقلم مع الصيام والعمل وأنا حامل؟
إن العمل والحمل أمران شاقان في حد ذاتهما. وإذا أضفنا إلى هذه المعادلة الصيام، فإنك تطلبين أكثر من اللازم من نفسك وأنت حامل "لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها"!
قد يتسبب قضاء فترات طويلة متواصلة بدون أي طعام أو شراب بالتعب والإرهاق، لذا كوني رحيمة بنفسك. إذا قررت أن تصومي وكنت تعملين، جربي نفسك لمدة يوم أولاً؛ ولاحظي كيف تشعرين. إذا شعرت بالإعياء (التعب الشديد) أو الدوار (الدوخة) أو عدم وضوح الرؤية أو ضربات قلب غير منتظمة أو أي أعراض سلبية أخرى قد تقلقك، عليك إذاً كسر صيامك والاتصال فوراً بطبيبك أو ممرضة التوليد الخاصة بك. في المراحل الأخيرة من الحمل، لا تترددي في الاتصال بطبيبك أو ممرضة التوليد الخاصة بك في حال انتبهت إلى تغيير ملحوظ في حركة طفلك.
إذا قررت الصيام قد تحتاجين إلى الحذر أكثر تجاه الأعمال التي قد ترهقك أو تتسبب في شعورك بالحر أو العطش. احرصي على أخذ الأمور ببساطة والحصول على عدد أكبر من الإستراحات.
هل من الآمن تناول التمر أو البلح خلال الحمل؟
بشكل عام، يعتبر تناول التمر أو البلح خلال فترة الحمل آمناً وغير مضرّ. وعلى عكس ما تتناقله بعض الموروثات الشعبية من أن التمر يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض خاصة لو أخذته النساء في الأشهر الأولى من الحمل، فإنه يزوّد المرأة الحامل بالسكريات سريعة الامتصاص والطاقة التي تحتاجها خلال رحلة حمل الجنين. مع ذلك، لم يثبت علمياً أن لهذا النوع من الطعام أي فائدة مباشرة وخاصة على الجنين نفسه.
ليس هناك طريقة معينة ينصح باتباعها في تناول البلح للنساء الحوامل، ولا فرق بين البلح العادي (الرطب) أو التمر المخمّر في هذه الحالة.
في شهر رمضان المبارك، يكون التمر حاضراً رئيسياً على طاولة الإفطار، وخاصة في الدول الخليجية، لذا، يجب على المرأة الحامل ألا تكثر من تناوله إلى حدّ كبير لاحتمال إسهامه في:
• زيادة وزن الحامل أكثر من المطلوب
• زيادة نسبة السكر في الدم
• مما قد يؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل.
لذا، يجب أن تتجنبه ذوات الوزن الزائد أو من يعانين من مرض السكري أو المعرّضات للإصابة بسكري الحمل.
ليس صحيحاً أن التمر يمكن أن يتسبّب في حدوث ولادة مبكرة كما أنه لا يمتلك أي تأثير على تنظيف أمعاء الأم الجديدة بعد الولادة كما يمكن أن تقترح عليك الصديقات والأهل.
إذا كنت لا تعانين من مشاكل السمنة أو السكري، يمكنك الاستمتاع ببضع حبات من التمر بين فترة وأخرى لأنه أفضل من الحلويات المصنعة والسكر غير الطبيعي. وللعلم، يحتوي التمر على الصوديوم، والنشويات الكلية، والألياف، والسكر، والبروتين، وحمض الفوليك، والكالسيوم، والحديد، ومجموعة فيتامينات أ وج وإي وك.
هل يجب الاستمرار في تناول أقراص الحديد أثناء صيامي وأنا حامل؟
ينصح بتناول أقراص الحديد بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل أي بعد إتمام الشهر الثالث من الحمل. وتساعد أقراص الحديد في منع الإصابة بنقص الحديد أو الأنيميا (فقر الدم) وهو أمر شائع الحدوث في الحمل. أنت ما زلت بحاجة إلى تناول أقراص الحديد أثناء رمضان، إلا أنك قد تفضلين تناولها بعد الإفطار. قد تجد بعض السيدات أن أقراص الحديد تتسبب في إصابتهن بالإمساك. اشربي الكثير من الماء لتجنب الإصابة بالإمساك، واقرئي المزيد عن الأساليب المختلفة لعلاجه.
تأكدي أيضاً من تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل:
• اللحوم الحمراء
• الطيور والدواجن (الدجاج أو الفراخ)
• الأسماك الغنية بالزيوت
• الخضروات الورقية ذات الأوراق الخضراء
• الفواكة المجففة.
كما يعزز فيتامين ج أو سي امتصاص الحديد، لذا تناولي الخضروات والفواكة الطازجة والعصائر.
لقد مررت بحالة إجهاض منذ بضعة أشهر. أنا الآن حامل من جديد وأخاف أن يتسبب الصيام في فقد الجنين مرة أخرى..؟
تحدث حالات فقدان الجنين او الإجهاض لأسباب عديدة ومختلفة. من الطبيعي ألا تشعري بالارتياح في الحمل التالي لحالة إجهاض، وسترغبين في أن تتخذي أقصى احتياطات الحذر بالنسبة لصحتك، وليس من الجيد أن تحدّي حصتك من الطعام والسوائل.
الأمر ببساطة أن الخبراء لا يعلمون إذا كان هناك علاقة سببية بين الصيام وفقد الجنين. بشكل عام، تعد السيدات الحوامل اللاتي يتمتعن بوزن مناسب ويتبعن أسلوب حياة صحي أكثر قدرة على التأقلم بصورة أفضل مع الصيام. مع أنك قد تستطيعين الصيام وفي الوقت نفسه تحصلين على احتياجاتك من السعرات (الوحدات) الحرارية خلال وجبتي الإفطار والسحور، إلا أنه قد يصعب على جسمك قضاء فترات طويلة متواصلة بدون أي طعام أو سوائل وأن يهضم وجبة ضخمة مفاجئة.
إن الصيام فريضة عليك لو كنت تتمتعين بصحة جيدة، فإذا كان الأمر سيؤذي صحتك وصحة الجنين، فمن المسموح لك عدم الصيام.
من الطبيعي ألا تشعري بالراحة بعد تجربة إجهاض، وقد يساعدك التحدث عن مشاعرك مع شخص قريب منك. تحسّ بعض النساء بطاقة إيجابية وراحة عندما يتجاوزن الفترة نفسها من الحمل التي حدث فيها الإجهاض السابق. اقرئي المزيد حول الحمل بعد تجربة إجهاض.
أنا في بدايات أشهر الحمل وأشعر بغثيان شديد. هل يجب أن أحاول الصيام؟
إن الحمل (وخاصة في مراحله الأولى) قد يسبب لك الشعور بالغثيان الصباحي والتقزز (والذي قد يصيبك في أي وقت من النهار أو الليل). كما أن هناك العديد من الأعراض الجانبية المعروفة في أوائل الحمل كالشعور بالإرهاق، والإمساك، والصداع، والدوار (الدوخة)، والتي من المحتمل أن تكون أكثر حدة إذا لم تتناولي الطعام أو الشراب لفترات طويلة من الوقت.
سواء قررت الصيام أو عدم الصيام، من المحتمل أن تتعرضي لبعض المشاكل مثل الدوار (الدوخة)، وعدم وضوح في الرؤية واحتمال حدوث انقباضات. إذا كنت قلقة حيال مثل هذه المضاعفات أو غيرها من الأعراض اتصلي بطبيبك أو ممرضة التوليد الخاصة بك على الفور.
تحدثي مع رجل دين أهل للثقة أو مع زوجك أو والدتك أو عمتك أو أختك أو صديقتك حول اتخاذ القرار السليم بهذا الشأن. لدينا المزيد من الأجوبة على بعض الأسئلة التي تطرحينها حول الصيام أثناء الحمل.
أنا حامل في الشهر السادس وأصوم، ولكني أشعر بأنني لست على ما يرام، هل يجب أن أتوقف عن الصيام؟
إذا شعرت أنك لست على ما يرام أو كنت قلقة على صحة طفلك، عليك التوقف فوراً عن الصيام. أغلب الظن أن جسدك الحامل سوف يعمل على الحفاظ على طفلك حتى وإن بدأ الصيام في جعلك تشعرين بالضعف والدوار (الدوخة) وما إلى ذلك. ولكن قد تظهر مشاكل أخرى. إذا فقدت وعيك على سبيل المثال، وخاصة إذا كنت تتمشين أو تقودين السيارة. يجب أن تتحدثي إلى طبيبك أو ممرضة التوليد بصفة خاصة لو لاحظت تغييراً ملحوظاً في حركة طفلك، مثل إحساسك بركلات وحركات أقل مثلاً واتباع أي إجراءات قد يقترحانها عليك.
ليس غريباً أن تعاني من الصداع والإجهاد والحموضة الشديدة أو أعراض سلبية أخرى عند الصيام. لا تنتظري حتى تشعري بأنك لست على ما يرام تماماً قبل أن تفعلي شيئاً لمعالجة المشكلة: من الممكن أن يشكل هذا التعب خطورة عليك أو على طفلك.
تعطي الشريعة الإسلامية رخصة واضحة لك بعدم الصيام إذا لم تشعري بكامل الصحة والقوة. يتفق معظم العلماء المسلمون على الرأي بإمكان التعويض عن صيامك إذا لم تكوني قادرة على الصيام الآن. يمكنك التعويض عن طريق الصيام فيما بعد أو عن طريق إخراج الفدية. تحدثي إلى عائلتك أو طبيبك أو أحد علماء الدين الإسلامي لمساعدتك في التفكير في الاختيارات المتاحة أمامك.