بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع الذي أهم بطرحه لكم ربما يكون شائكاً بعض الشئ .. ويصعب على البعض تصديقه .. ولكنها للأسف الحقيقة
وهذا الموضوع إخواني وأخواتي هو عبارة عن وجود خطأ في توقيت صلاتي الفجر والعشاء حسب توقيت هيئة المساحة المصرية المعمول به في مصر والدول الإفريقية وبعض الدول العربية وفي غيره من المواقيت كتوقيت أم القرى.
ولشرح الموضوع يهمنا أن نعرف ما هو التوقيت المعتبر شرعاً في صلاتي الفجر والعشاء:
1- بالنسبة لصلاة الفجر: كما يعلم البعض هناك نوعين من الفجر .. " الفجر الكاذب " وهو ضوء أبيض أفقي يظهر في الأفق في أماكن متفرقة وهذا الفجر الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
" لَا يَغُرَّنَّكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ حَتَّى يَبْدُوَ الْفَجْرُ أَوْ قَالَ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " (رواه مسلم)
وهذا الفجر الكاذب لا يحل الصلاة ولا يحرم الأكل والشراب إذا كنت تنوى الدخول في صيام.
والفجر الآخر وهو الفجر الصادق .. يظهر من جهة المشرق كضوء أبيض منتشر في السماء من جهة الشرق ثم لا يلبث أن يتلون بالحمرة بعد دقائق معدودة .. وهذا الفجر هو الفجر الصادق الذي يحل الصلاة ويحرم الأكل والشراب إذا كنت تنوى الدخول في صيام.
2- بالنسبة لصلاة العشاء: فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إِذَا صَلَّيْتُمْ الْفَجْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلُ ثُمَّ إِذَا صَلَّيْتُمْ الظُّهْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ الْعَصْرُ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْعَصْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْعِشَاءَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ " (رواه مسلم)
فوقت صلاة العشاء يبدأ من سقوط الشفق .. ويعني غياب الشفق الأحمر الناتج عن غروب الشمس وإظلام السماء بعد غيابه.
فما المشكلة إذاً ؟؟
المشكلة أنني وبعض الأخوة قد اكتشفنا أنه بين توقيت هيئة المساحة المصرية وبين التوقيت الحقيقي الشرعي فرق في الوقت:
بالنسبة للفجر: توقيت المساحة المصرية يسبق توقيت الفجر الحقيقي بحوالي 30 دقيقة تزيد أو تنقص 5 دقائق حسب الفصول
بالنسبة للعشاء: توقيت المساحة المصرية يتأخر عن توقيت العشاء الحقيقي بحوالي 20 دقيقة تزيد أو تنقص 5 دقائق حسب الفصول
واختلاف التوقيت هذا يجعل صلاة من تعجل بالفجر وأخر المغرب باطلة .. لعدم دخول الوقت في الأولى .. وخروج الوقت في الثانية.
وهذا الذي كنا قد توصلنا إليه بالمشاهدة البصرية للأوقات الشرعية لصلاتي العشاء والفجر .. ثم ما لبثنا أن علمنا أن هناك لجنة قد تشكلت في معهد بحوث الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لدراسة الفرق في تلك الأوقات وخرجت بالنتائج التالية:
" - أن واضع تقويم أم القرى ليس لديه علم شرعي، فهو لا يفرق بين الفجر الكاذب، والفجرالصادق، ولهذا وضع وقت الفجر في التقويم على الفجر الكاذب حسب إفادته، وهذا خطأ شرعي واضح، فإن وقت الفجر الذي يحرم به الصيام، ويبيح الصلاة هو الفجر الصادق-كما هو معلوم من الشرع وقد سبق بيانه.
- أن واضع التقويم قدم وقت الفجر بهواه مقدار درجة وهي تعادل 4- 4.45 دقيقة، وذلك حيطة منه للصيام، فوقع فيما هو أخطر منه , وهو تقديم صلاة الفجر.
- أن الفجر الكاذب الذي وضع عليه التقويم متقدم على الصادق بنحو عشرين دقيقة ، يزيد وينقص نحو خمس دقائق، وذلك حسب طول الليل، والنهار، وقصرهما. وبعد مقابلة اللجنة المشرفة على الدراسة للمسئول عن أم القرى وتسجيل هذه المقابلة قالت: " وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقًا الدكتور فضل نور , الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناءً على ما ظهر له, وليس لديه أي أساس مكتوب, ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق, حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب ,أي: على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى 19 درجة احتياطًا. " (منقول من مقالة للشيخ عدنان العرعور ومن مقالة للشيخ سعد الخثلان أحد أعضاء اللجنة المذكورة)
وستعرض اللجنة نتائج دراستها على اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالمملكة لاعتمادها واتخاذ اللازم نحو تغيير التوقيتات المعمول بها حالياً في المملكة السعودية.
ملحوظة: تقويم المساحة المصرية للأسف نسبة الخطأ فيه أعلى من نسبة الخطأ في تقويم أمر القرى.
لذا أرجو إخواني أن تأخروا صلاة الفجر وتنصحوا أئمة المساجد وإخوانكم بتأخير إقامة الصلاة حتى يدخل الوقت الشرعي لصلاة الفجر .. وأن تعجلوا بصلاة المغرب خاصة بعد الإفطار في شهرنا الكريم رمضان .. وألا يلهيكم الأكل والشرب فيخرج وقت الصلاة وأنتم لا تدرون.
[Link nur für registrierte Benutzer sichtbar]
هذا درس للشيخ محمد حسان يؤكد ذلك الكلام
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته