ذكر شاهد عيان من سكان مدينة "جسر
الشغور" السورية شمالي البلاد قرب الحدود التركية إن عناصر من الجيش
السوري رفضت اطلاق النار على المدنيين في المدينة وكان الجزاء القتل.
وقال الشاهد العيان، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) اليوم الجمعة، إن
"الجيش أبلغ قواته بانه سيأخذهم الي هضبة الجولان ليقاتلوا اسرائيل
ويحرروا الجولان.. وفوجئت عناصر الأمن عندما وصلت الى مدينة جسر الشغور،
وهم من ابناء المدينة، ورفضوا تنفيذ الأوامر وإطلاق النار علي اهلهم".
وأضاف شاهد العيان، الذي تعرض لاصابة ويتلقى العلاج بمستشفى في تركيا ،
"وبعد نشوب خلافات مع القيادة وصلت طائرات عمودية واطلقت النيران باتجاه
العناصر الامنية بشكل عشوائي، حيث قتلت حوالي 30 منهم وأصابت كثيرا وتم
بعد ذلك خطف المصابين ولم نعرف اين هم وقام الاهالي ايضا بتهريب بعض
المصابين من قوات الامن الرافضين للاوامر".
كانت السلطات السورية أعلنت الاثنين الماضي أن" مجموعات مسلحة" قتلت 120
من عناصر الشرطة في جسر الشغور لكن ناشطين حقوقيين وشهودا نفوا هذه
الرواية واكد بعضهم ان هولاء قتلوا في "قمع عملية تمرد داخل المقر العام
للامن العسكري".
وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان ما بين 27إلى
35 مدنيا وثمانية عناصر من قوات الأمن السورية قتلوا الأحد الماضي في
المدينة وضواحيها.
وقال الشاهد " يوم الاحد الماضي في نفس اليوم الذي جرت به المجزرة، اصبت
بطلق من الطائرة فأخذني اهلي الي احد المستوصفات في قرية بعيدة لانه لا
احد يستطيع الذهاب الي مستشفي الدولة في جسر الشغور لان هناك رجال امن
متخفين بملابس اطباء ومعهم مسدسات كاتمة للصوت يقتلون كل المصابين الذين
يصلون الي المستشفى".
وأردف الشاهد "وبعد ذلك، أخذني اهلي من المستوصف الي الحدود التركية حيث
انه لا يوجد في الطريق اي عناصر امنية ولا جيش لان معظم العناصر التابعين
للامن السياسي وامن الدولة والامن الجنائي والشرطه العادية انشقوا ولم
ينفذوا اي اوامر فقط الجيش هو الذي يسيطر علي الارض ولا يوجد جيش في
الطريق الي الحدود التركية".
وأوضح انه يوجد بجانبه الان عنصران من الجيش السوري انشقا وهربا الي تركيا ولكنهما رفضا التحدث خشية امن عائلاتهم في سورية.
كان التلفزيون السوري الرسمي أعلن في وقت سابق اليوم أن الجيش السوري بدأ عملية "لاستعادة الأمن" في مدينة جسر الشغور.
وقالت الحكومة إن العملية تأتي "استجابة لنداء الأهالي في منطقة جسر
الشغور" لحمايتهم ، بعد أن قتل 120 من عناصر الجيش والشرطة على يد
التنظيمات المسلحة" في وقت سابق هذا الأسبوع.
ونقل التلفزيون السوري عن مراسله في جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب،
قوله "استجابة لدعوات أهالي حسر الشغور بدأت وحدات من الجيش صباح اليوم
بتنفيذ مهامها بملاحقة التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على عناصرها في
القرى المحيطة بالمنطقة".
وأضاف أن "التنظيمات المسلحة روعت السكان وحرقت الممتلكات العامة والخاصة
واعتدت على عناصر الجيش والأمن ومثلت بجثثهم". وذكرت وسائل الإعلام
السورية الرسمية أن العملية العسكرية الضخمة تشهد مشاركة ثلاثين ألف جندي.
واتهمت دمشق الجماعات المسلحة والمتطرفين بارتكاب تلك المذبحة، غير أن
المعارضة قالت إن قوات حكومية هي التي قتلت الجنود ورجال الشرطة بعد أن
رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين.
وقد فر ما يزيد على 2400 سوري من المنطقة الى تركيا عبر الحدود خلال
الأيام الأخيرة خوفا من العمليات الانتقامية. وكتب نشطاء سوريون عبر
المواقع الإلكترونية إن مركبات عسكرية تتحرك من منطقة سهل الغاب جنوب إدلب
مرورا ببلدة المصطومة، وأن القوات تطلق النار بشكل عشوائي.
وأضاف النشطاء أن حظر تجوال فرض في مدينة أريحا التابعة لإدلب حيث سمع دوي إطلاق نار مكثف.