سرادق عزاء ضحايا أتوبيس بني سويف
وسط حالة من الحزن الممزوج بالحسرة والألم علي ضحايا اتوبيس بني سويف
شيع اهالي قرية بني حدير ببني سويف جثامين ذويهم الذين لقوا حتفهم بعد
سقوط أتوبيس بقاع النيل على الجانب الشرقي عند قرية كفر الجزيرة وذلك
خلال زيارة أهالى لمقابر القرية بالصحراء الشرقية لإحياء ذكرى الأربعين في
وفاة الشاب عادل الذي توفى بأزمة قلبية بمركز شباب قرية الميمون المجاور
للقرية.
والتقي "الدستور الأصلي" عددا من أهالي ضحايا الاتوبيس المنكوب وذويهم
عقب مراسم تشييع الجثامين ويقول احمد عبد الستار "موظف بالسكة الحديد "
زوج احد الضحايا وتدعي نجلاء احمد عبد المولى ( 33 سنة ) انه فقد شريكة
حياته وام ابنائة الاربعة دعاء 13 سنة ، رحاب 12 سنة ، ندى 11 سنة ، ويوسف
6 سنوات ولا يعرف كيف ماذا سيفعل بعد أن فقد اعز "انسانه" له فى الحياة.
وأضاف: منذ ان تزوجت منها من 15 عام وهى تواظب على اداء الصلاة وصوم
يومى الاثنين والخميس من كل اسبوع وكانت تتمنى ان تنال الشهادة وقبل
وفاتها بأيام قالت لى الرجال هم من ينالون الشهادة فى الجهاد وعندما
انطلقت ثورة 25 يناير ذهبت الى ميدان التحرير وكانت تتمني ان تذهب معى إلى
الميدان لتنال الشهادة ولكنها نالتها فى الاتوبيس واشترطت علي ألا اتزوج
بعدها.
ويقول رفعت احمد حسين " فنى مساحة مشروعات رى ببنى سويف " الذي فقد
والدته ثريا قرنى جنيدى 55 عام وشقيقاته الثلاثة إكرام احمد حسين 33 سنة
وهويدا احمد حسين 22 سنة ، ورحاب احمد حسين 20 سنة وزوجة شقيقه مها فوزى
عبد الظاهر 25 سنة التي كانت تنتظر مولودها الأول ووالدتها تحية مصطفى
مرسى 50 سنة ويحكي عن والدتة أنها كانت الام المثالية وكانت تتمتع بطيب
الخلق وكان اهل القرية دميعا يتعبرونها اما لهم وكانت ترحب بهم وكانت
تغمرها السعادة عندما يجتمع ابناء القرية لديها.
وتقول وفاء أحمد عبد الموالى زوجة عادل احمد حسين ان زوجها مات منذ 40
يوما وفقدت والدتها سعدية محمود وشقيقاتها عفاف ونجلاء واحمد عبد الموالى
وابنة اخيها شهد وزوجة اخيها يسرية مختار وتضيف : اشعر اننى الان اصبحت
وحيدة فى الدنيا وليس لى احد غير الله وعزائى اننى احمل فى من زوجي الغالي
طفلا سيظل يذكرنى به
ويروي سعيد احمد عبد الموالى كيف نجا باعجوبة من اتوبيس الموت ويقول
:حينما كنت جالسا خلف السائق وعندما بدأ الاتوبيس فى الاهتزاز وسمعت صراخ
السيدات فانفعلت عليهم طالبا منهم الهدوء لتخطى الصدمة ولم ادرى بنفسى الا
وانا فى قاع نهر النيل اصارع الموت حتى نجانى الله ووصلت الي البر الآخر
واستعدت توازني وشرعت في مساعدة الضحايا وانهمر باكيا وهو يتذكر شقيقته
شهد وهو ينتشلها من الماء بعدما فارقت الحياة ويستكمل حديث : قمت باخراج
شقيقتى من النيل وعمل تنفس صناعى لها معتقدا أنها لم تمت.
ويقول والد الطفلة "شهد" وهو يروى لحظات فراق طفلته انها فى اليوم الذي
يسبق الحادث كانت تعانى من سخونة وقئ وإعياء شديد وتوجهت بها الى الطبيب
بالقرية الذى وصف لها الدواء وتحسنت بعدها حالتها وبدأت فى مداعبتى واللعب
معى وتقوم باخفاء التليفون المحمول الخاص بي ثم تظهره وهي ضاحكة ثم في
النهاية نامت على كتفى ولم اعرف انها آخر مرة تحتضنني فيها وفى اليوم
التالى فارقت الحياة .