بعد مذبحة القذافي: انقسام الجيش في الداخل واستقالة السفراء في الخارج 22/02/2011
زعيم يبيد شعبه بالطائرات!! الرابط الدائم:
http://www.jidar.net/node/5986 تجرأ
نظام القذافي على ما لم يجرؤ عليه نظاما بن علي ومبارك، حيث لجأ ''قائد
الثورة'' معمر القذافي إلى قصف المتظاهرين بالطيران الحربي في العاصمة
طرابلس وبنغازي، وفق ما ذكره شهود عيان حسب قناة ''الجزيرة''. وهو المشهد
الذي يشبه القصف الأمريكي للمدينتين في أفريل 1986، والقذافي يصفه
بالجريمة الإنسانية.
يحدث
هذا في وقت تتوالى استقالات المسؤولين الليبيين داخليا وخارجيا، بينما
وصلت الأزمة إلى حد رفع متظاهرين علما جديدا إيذانا بتهاوي أسس الجماهيرية
الخضراء.
وقال شاهد عيان
لـ''الخبر'' عبر الهاتف من العاصمة طرابلس إن ''العاصمة تغرق في الدماء''.
وقال المحامي المعتصم جبرائيل إنه منذ الصباح الباكر وعند الساعة العاشرة
''شاهد تحليقا كثيفا للطيران العمودي والنفاثات''، مضيفا بأنه ''سمع دوي
انفجارات في حي قريب منه''. وقال المتحدث إن ''ما تشهده طرابلس اليوم هو
تحقيق لوعيد سيف الإسلام القذافي''.
أكثـر من 500 قتيل وآلاف الجرحى في 5 أياموفي اليوم الخامس للاحتجاجات في ليبيا، تجاوز عدد القتلى حاجز 500 قتيل،
سقط منهم 330 شخص في بنغازي وحدها، بينما قتل ما لا يقل عن 250 شخص آخرين
في العاصمة طرابلس التي وصلتها موجة المظاهرات بشكل قوي نهار أمس. وبوصول
الاحتجاجات الدموية إلى العاصمة، آخر معاقل العقيد معمر القذافي، يشير
مراقبون إلى قرب رحيل قائد ''الثورة الليبية'' رغم حديث وسائل إعلام عن
هروبه إلى فنزويلا أو البرازيل.
وفي يوميات الموت العشوائي الذي يعصف بالمتظاهرين، كشف طبيب يعمل في
مستشفى الجلاء ببنغازي عن تسجيل 300 قتيل و3000 جريح، بينما ذكرت مصادر
طبية بمستشفيات العاصمة طرابلس أن العشرات لقوا حتفهم في المواجهات التي
شهدتها العاصمة صباح أمس الإثنين. واندلعت المواجهات بين آلاف المعارضين
للقذافي وموالين له مدعومين بقوات حكومية.
وبشأن ردود الفعل على خطاب سيف الإسلام، نجل القذافي، استهجن عدد كبير من
المواطنين عدم ذكر سيف الإسلام كلمة واحدة ترحما على الشهداء. ونقلت صحيفة
''قورينا''، عن المواطن محمد سعد، قوله إن ''سيف الإسلام لم يعترف بأن
النظام هو الذي جاء بالمرتزقة وهو يزيّف الحقائق ويتحدث عن جيش ليبي، في
حين أن هذا الجيش تمت تصفيته، وما يوجد من قوة هو كتائب أمنية مسلحة جيدا
تتبع واحدا من أبناء القذافي''.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثـر ما استهجنته الجماهير هو ''عزف سيف الإسلام
على التركيبة القبلية للمجتمع الليبي، وتحريضه الصريح والضمني على حرب
قبلية وجهوية، وأن والده يقود المعركة بنفسه، وأن هذه الحرب ستجعله
وأعوانه يستقلون بحكم المنطقة الغربية من ليبيا''.
الجيش مع المتظاهرينوفي مؤشر قوي على بداية النهاية لنظام القذافي، دخل جناح قوي من الجيش في
مواجهة الموالين للقذافي. وبموازاة رفض تطبيق أوامر القيادة العليا ممثلة
في العقيد معمر القذافي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد طالب
أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية القذافي بالتنحي وتسليم
السلطة إلى الجيش بقيادة اللواء أبو بكر يونس، حقنا للدماء.
وفي خضم الأحداث المتسارعة، أفادت وكالة ''قدس برس'' نقلا عن مصادر ليبية
أن انقلاباً عسكرياً يتم تنفيذه على الأرض ويقوده نائب رئيس الأركان
المهدي العربي.
ولفت مراقبون
إلى أن ما هو حاصل في المؤسسة العسكرية، هو انقسام بين قوات موالية
عشائريا للعقيد القذافي وقوات أخرى أعلنت تمردها عليه، لكن ليس معروفا عدد
هذه القوات في الجانبين. وتحدثت صحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية، عن
مصادر لم تسمها، عن بوادر تمرد في الجيش في ظل عدة معطيات، أبرزها وضع
مسؤول كبير في الجيش تحت الإقامة الجبرية، بعدما رفض تنفيذ توجيهات
القذافي، إلى جانب انضمام وحدة الصاعقة في مدينة بنغازي إلى المتظاهرين
وتكفلها بحماية المدينة من القوات التابعة للقذافي.
وقال مصدر ليبي في هذا الشأن ''إن كلا من اللواء عبد الفتاح يونس، والعميد
سليمان محمود، و8 ضباط آخرين أعلنوا أنهم سيتجهون إلى بنغازي على رأس قوات
خاصة لحمايتها''.
وأكثـر من
ذلك، جرى الحديث عن تفجير عسكريين ليبيين لطائرة بمطار ''بنينا'' ببنغازي
كانت على وشك الهبوط، وعلى متنها قوات عسكرية من المرتزقة الأفارقة.
وفي تطور سريع على الصعيد السياسي، أعلن عدد من المسؤولين في النظام
الليبي استقالاتهم احتجاجا على القتل الجماعي الذي يتعرض له المتظاهرون،
حيث قدم كل من وزير العدل مصطفى عبد الجليل، وسفراء ليبيا في الهند،
وبولندا وأندونيسيا والصين وبريطانيا، ومندوب ليبيا لدى الجامعة العربية
عبد المنعم الهوني، استقالاتهم تباعا.
وفي هذا السياق، صرح الهوني لوسائل الإعلام: ''منذ أمس لم يعد لي أي صلة
بهذا النظام الذي فقد شرعيته تماما، وأعلن انحيازي الكامل لأبناء شعبي في
مواجهة هذا الطاغية''. أما السفير بالهند، العيساوي، فقد دعا إلى الإطاحة
بمعمر القذافي، متهما إياه بأنه صاحب فكرة نشر مرتزقة أجانب ضد المحتجين.
وهي نفس الدعوة التي وجهها له مندوب ليبيا في الأمم المتحدة.
وأصدر ائتلاف من رجال الدين الليبيين فتوى بأن خروج كل المسلمين في ليبيا على القيادة فرض عين.
وأضافوا في بيان أن السلطات الليبية تتمتع بالإفلات من العقاب وتواصل بل وتشدد جرائمها الدموية ضد الإنسانية.
أين يوجد القذافي؟وتطرح تساؤلات عن مكان تواجد القذافي الآن، بعد وصول المظاهرات إلى
العاصمة، وعن السبب في توجه نجله سيف الإسلام بالخطاب نيابة عنه، رغم أنه
خاطب قبلا شعبي تونس ومصر.
قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، عقب اجتماع لوزراء خارجية
الاتحاد الأوروبي، إن القذافي قد يكون في طريقه إلى فنزويلا. وصرح هيغ
للصحافيين في بروكسل أنه ليست لديه معلومات أو تقارير بأن القذافي في
فنزويلا، إلا أنه أضاف: ''لقد رأيت معلومات تشير إلى أنه في الطريق إلى
هناك''، لكن الردّ جاء سريعاً من فنزويلا التي نفت أن يكون القذافي في
طريقه إليها.
ووضعت مالطا كل
قواعدها الجوية في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي طارئ، في ضوء هبوط طائرتين
عسكريتين وطائرتي هيليكوبتر، صباح أمس، بمالطا وعلى متنها رعايا فرنسيون
قادمون من ليبيا. ونقل متحدث باسم وزارة الدفاع المالطية أن ''الرعايا
الذين كانوا برفقة أربعة عسكريين ليبيين قالوا إنهم فرنسيون يعملون في
قاعدة بحرية بالقرب من بنغازي، وطلبوا الحماية من السلطات المالطية''.
وذكرت تقارير بعد ذلك أن العسكريين الليبيين هم طيارون رفضوا قصف المدنيين
وفروا بطائراتهم إلى مالطا.