اطول ستة شهور في تاريخ مصر قد تقرر مستقبل البلاد لسنوات

اطول ستة شهور في تاريخ مصر قد تقرر مستقبل البلاد لسنوات
مصر: 'جوقة الفكر الجديد' والمؤسسة والشارع تستعد لـ'الصراع على خلافة مبارك' في 2011

اطول ستة شهور في تاريخ مصر قد تقرر مستقبل البلاد لسنوات 28z49

لندن ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي: قد تكون الشهور الستة (الاطول)
او الاكثر خطورة في تاريخ مصر، التي ستمر قبل ان يعقد الحزب الوطني
االحاكم مؤتمرا عاما في تموز (يوليو) المقبل لاعلان اسم مرشحه في انتخابات
الرئاسة المقررة في ايلول (سبتمبر) المقبل التي ينتظر ان تحسم جدلا
وتكهنات متضاربة حول مصير سدة الحكم في مصر.

من جهتها بدت (جوقة الفكر الجديد) التي يقودها امين التنظيم في الحزب احمد
عز عملها، في المؤتمر العام السابع للحزب الذي اختتم الاثنين، منتشية
بانجازها المتمثل في القاء المعارضين لما يسمى بسيناريو التوريث خارج
البرلمان، سواء نتيجة لـ'تعلم الدروس من انتخابات 2005، كما يقول الحزب،
او نتيجة لتزوير فاضح كما تقول المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمحكمة
الادارية العليا واغلب وسائل الاعلام.

وحسب امين التنظيم فان الحزب حقق من الانجازات ما يؤهله للفوز باي
انتخابات مقبلة، وهو ما بدا واضحا في استنكاره لمن 'يقولون ان الفئات
المتوسطة لم تشعر بالنمو.. كيف وهناك خمسة ملايين موظف زادت رواتبهم بنسبة
مئة في المئة؟ ومليون ونصف مليون مدرس زادت رواتبهم بنسبة مئتين في المئة؟
كيف وهناك مليون ونصف مليون مصري اشتروا سيارات جديدة في 2010؟
وما الى ذلك من ارقام يصعب التحقق من دقتها، يضاف اليها ما قاله احمد نظيف
رئيس الوزراء في المؤتمر نفسه من ان المصريين اشتروا ثلاثة ارباع مليون
جهاز تكييف جديدة في 2010.

وبينما يجبر النظام حتى بعض المحسوبين عليه على انهاء صمتهم، والتحذير من
عواقب الاستمرار في السياسة الحالية، خلا المؤتمر العام السابع للحزب
الوطني من اي نقد للذات، او اعتراف بالمسؤولية عن وقوع 42 بالمئة من
المصريين تحت خط الفقر، وازدياد عجز الموازنة الى ستمئة وستين مليون دولار
بل واعتماد 'لهجة المنتصرين' بعد ثبوت خطأ التوقعات باجراء تعديلات حكومية
لامتصاص الغضب الشعبي من زيادات الاسعار المتكررة. وكما في البرلمان، لا
يوجد من الحضور في مؤتمر الحزب الحاكم من يريد ازعاج السيد (امين
السياسات) كما يدعون جمال مبارك، بالحديث عن الفشل في منع ارتفاع الفقر
والبطالة وانتشار الفساد او خفض عجز الموازنة، حتى لا يشوش على الهدف
الرئيسي وهو تهيئة نجل الرئيس لخلافته.

وقبل ايام تحدث عماد الدين اديب الاعلامي المعروف بقربه من الرئيس مبارك
عن 'شعوره بالرعب' تجاه الصراع المتوقع على خلافة الرئيس المصري، بعد نحو
اسبوعين من وثيقة امريكية كشفها موقع ويكيليكس تحدثت عن معارضة قيادات في
المؤسسة العسكرية لتولي جمال مبارك السلطة، ونسبت للسفير الامريكي السابق
فرانسيس ريتشاردوني 'هناك مرشحون عديديون لخلافته، وهذه وصفة مثالية
للفوضى'.
اما (الصراع خلف الابواب المغلقة) خلال الشهور الستة المقبلة الذي سيقرر
اسم الرئيس القبل، فسيكون محاولة (جوقة الفكر الجديد) مدعومة من اطراف
سياسية وعائلية لاقناع الرئيس مبارك بعدم الترشح، وافساح المجال امام
جمال. وطالما استمر النشاط الواسع للرئيس مبارك كما في الاونة الاخيرة، ما
يشير لتمتعه بصحة جيدة، سيكون من الصعب ان تنجح تلك الجهود، الا ان الكم
الهائل للاحداث الدراماتيكية التي شهدتها مصر في 2010 يجعل من شبه
المستحيل توقع ما يمكن ان يحدث خلال الساعات او الايام المقبلة.

وحسب مراقبــين فان صحة الرئيس مبارك ليست العامل الوحيد الذي يجب
ملاحظته، بل امكانية حدوث احتجاجات واسعة بسبب تردي الحالة الاقتصادية،
وبالطبع موقف المؤسسة العسكرية التي اختارت الانحياز الى الشعب وليس
النظام اثناء 'انتفاضة الخبز' في العام 1977.
وحسب مراقبين فان الاقصاء السهل لاحزاب المعارضة والاخوان من البرلمان
ربما ألحق ضررا قانونيا واعلاميا بالنظام، الا انه اعاد التذكير بحقيقة أن
المعركة الحقيقية لخلافة مبارك ستجري داخـــل النظــــام وليس خــــارجه،
وان 'جهات ما داخل النظام' ربما اصبحت تشعر بالمسؤولية اكثر من اي وقت
مضى، بضرورة التدخل حتى لا يؤدي اصـــرار البعض على الاحتفاظ بالحكم الى
تهديد فرص بقاء النظام. والمشكلة انه قد يصعب اثناء 'الفوضى' التي يشير
اليها ريتشاردوني في برقيته، وفي ظل معطيات صارمة تحكم عمل تلك الجهات
الالتزام بقواعد لعبة سياسية اصبح واضحا انها صممت ليتمكن من الانتصار
فيها لاعب واحد فقط.

القدس العربي

» الأرصاد: نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة على شمال البلاد الخميس
» محكمة النقض تقرر إعادة محاكمة "الريان"
» البلطجية يحددون مستقبل مصر السياسى
» جماعة الإخوان المسلمين تقرر خوض انتخابات مجلس الشعب المصري
» القوات المسلحة تحبط عملية تهريب قطعة أثرية خارج البلاد