كنز في الفضاء.. اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض
كاتب الموضوع
رسالة
امير الظلام مشرف
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 269تاريخ التسجيل : 27/07/2009العمر : 39
موضوع: كنز في الفضاء.. اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض السبت 11 ديسمبر 2010, 19:07
الشمس "تسرق" منه ملايين القرايط كل لحظة
كنز في الفضاء.. اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض
رسم تخيلي من "ناسا" حيث الشمس تسحب بجاذبيتها مكونات الكوكب الماسي
جرمفي الفضاء أعلنوا عن اكتشافه قبل أيام، مع أن العثور عليه تم حقيقة قبلعام درسوه خلاله وحللوه وخرجوا باستنتاج يسيل اللعاب: الكوكب المكتشفيحتوي على تريليونات من قراريط الماس، لأن ترابه وصخوره، حتى وجباله، لابد أن تكون في معظمها ترسبات من ماس خام، بل أغلى الماس ثمنا، وهو الوردياللون.
رسم آخر للكوكب ونجمه الذي يلسعه بألسنة اللهب
وأطلقالعلماء اسم WASP-12b على الكوكب الذي أعلنوا الأربعاء الماضي عن اكتشافهوقالوا انهم تعرفوا الى وجوده بمنظار "سبايتزر" التابع لوكالة الفضاءالأميركية (ناسا)، وهو منظار يستخدم الأشعة تحت الحمراء لرصد الظواهرالفلكية وتحليلها، وذكروا أنه أغنى كوكب بالكربون يتم اكتشافه، وهو أكبرمن المشتري وقريب من نجمه 40 مرة أكثر من قرب الأرض من الشمس.
ولأنه قريب الى هذه الدرجة من الشمس، فإن سرعة دورانه هائلة الى درجة يتممعها الدورة حولها مرة كل يوم، أي أن السنة فيه مدتها 24 ساعة، لذلكفالحياة المعروفة مستحيلة عليه، وشمسه تلسعه بلهب وبشظى لا يطاق وتجعلحرارته مرتفعة تزيد على 4200 درجة مؤية، أي أنه كالمرجل ينصهر فيه الفولاذويذوب الى حمم.
كما أن قربه من شمسه يجعله أسير جاذبيتها بالكامل تقريبا، فتلتقط الشمسبجاذبياتها الكثير مما فيه من محتوياته الغازية، سارقة من مواده الكربونيةكل لحظة ما يكفي لانتاج ملايين القراريط الماسية لتضمها الى هالتها قبل أنتصهرها بالشظى وألسنة اللهب والنار، جاعلة المشهد يبدو لمن يراه، كما فيرسم تخيلي أعدته "ناسا" الأمريكية، كانجذابات من الغاز عملاقة وبيضاويةحول الكوكب الذي تؤكد الدراسة أنه لا بد أن يكون متوهجا بلون برتقاليولامعا كما حبة ماس وردية ورئيسية في العقود والخواتم.
ويقع الكوكب في "مجموعة الأعنة" المعروفة باسم Auriga باللاتينية، وهيتجمع شهير منذ زمن بعيد لعلماء الفلك ومكون من 6 شموس مركزها الفلكي الىاليسار من "مجموعة الصياد" المعروفة أيضا باسم الجبار، حيث يبدو نجمهاالرئيسي "كابيللا" واضحا كأكبرها وأشدها لمعانا لمن يراه بالعين المجردةوقت الصفاء السماوي على الأرض.
وثبت من دراسة الكوكب أنه أغنى الكواكب المكتشفة حتى الآن بالكربون،المعروف بأنه العنصر الذي يتحول الى ماس متى تعاملت معه حرارة عاليةالدرجة، أي أنه بعكس الأرض المكون بعض جوها ومعظم قشرتها من الأوكسيجينوالسيليكون المتوافران في الرمال وصخور النار، لذلك فالغرافيت والماسالخام هما على ذلك الكوكب كما التراب والجبال والصخور تماما على الأرض،بحسب ما يمكن استنتاجه من الدراسة.
واعلنت عن اكتشاف الكوكب الجديد مجموعة علماء أميركيين وبريطانيين، يقودهمنايكو مادوسودهان، وهو فلكي من جامعة برانستون بولاية نيوجيرسي الأمريكيةوناشط فلكيا مع "معهد ماساشوستس التكنولوجي" الشهير، والذي درس الكوكب معزملائه ممن كتب ثلاثة منهم تقريرا في مجلة "ناتشر" العلمية لهذا الشهر،وقالوا فيه ان WASP-12b غني بغاز الميثان وبالكاربون "ولا بد أن الماسوالغرافيت متوافران فيه بكثرة ويسيطران على جغرافيته وجوه وطبيعته" وفق ماذكر أحد محرري التقرير، وهو البروفسور البريطاني كويل هيللير.
شمس بكاملها من الماس الأخضر
لوسي، شمس كلها من الماس
وهذاالكون الفسيح المعقد "متنوع وجميل وغني أكثر مما يمكن تصوره" بحسب ما وردفي الدراسة، ففي 2004 مثلا تم العثور فيه على أول "ماسة" عملاقة بحجمالأرض تقريبا، الا أنها لم تكن كوكبا بل نجما من الماس بالكامل، واكتشفهعلماء فلك أمريكيون من "جامعة إيوا" في منتصف 2008 وقالوا إنه أول نجممكون تماما من ماس صلب، لا من مواد انصهرت الى غازات مشتعلة كما هي الشموسعادة.
وقالوا ان النجم الماسي "قريب" نسبيا، ويقع في مجرة درب التبانة بعيدا 17سنة ضوئية عن الأرض، وانه يتكون بكامله من الكربون والأكسيجين المتبلور،لذلك ظهر لهم في صور التقطها منظار هابل على شكل ماسة كبيرة خضراء مائلةالى الزرقة وهو يلمع في الفضاء البعيد كما الدرة تماما.
وكان العلماء يتساءلون طوال نصف قرن عما اذا كان الماس يمكن أن يتكوّن فيظروف غير طبيعية لنجم عندما يكون في مرحلة يسمونها "القزم الأبيض" حيثيكون النجم بالغ الكثافة وثقيل جدا وفقد وقوده النووي مع استمرار فضلاتهالمتبقية من الكاربون والأوكسيجين بالاحتراق البطيء، ولكن من دون أي نارولا لهب، وبحرارة تبلغ 12 ألف درجة.
وذكروا أيضا أن الجاذبية الكبيرة لهذا القزم الأبيض تولد ضغطا هائلا علىكتلتها فيتبلور معه الكاربون في درجات الحرارة المرتفعة أيضا بحيث يصبحكتلة ماسية عملاقة تساوي حجم الأرض بعشرات التريليونات من القراريط.
وأطلق العلماء اسم "لوسي" على النجم الماسي، وقالوا انه الجزء الداخليلنجم قديم كان في الماضي لامعا كشمسنا تماما، لكن وقوده تلاشى وتضاءل، الاأن اكتشافه أعطى علماء الفلك دليلا على أن قلوب النجوم هي كقلوب أحجارالكاربون على الأرض: ماسات متبلورة.
ويستبعد العلماء وجود كواكب من ذهب أو فضة أو بلاتين، استنادا الىاكتشافهم للكوكب الماسي قبل عام أو للشمس الماسية قبل 6 سنوات، لأن ظروفوجود وتكوّن هذه المعادن يختلف عن الحالة التي يتكون فيها الكاربونويتبلور بالحرارة المرتفعة وغيرها الى ماس.
العربية نت
كنز في الفضاء.. اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض