الدواء به سم قاتل
احترس: الأغذية والمشروبات الدايت بها سم قاتل
بقلم: عبد الهادى مصباح
كلنا نتذكرالفيلم الذي لعب بطولته عماد حمدي ومديحة يسري وحسين رياض ويوسف وهبي, والذي يذاع كل عام في عيد الشرطة,
وكان ينتهي بالنداء الشهير من حكمدار بوليس العاصمة إلي أحمد إبراهيمالقاطن بدير النحاس... لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه...الدواء به سم قاتل... الدواء به سم قاتل... ويتكرر النداء ويسمعه كلالناس عدا أحمد إبراهيم وابنته, حتي تأتي زوجته لتنقذه وزجاجة السم ـأقصد الدواء ـ علي فمه, وينتهي الفيلم نهاية سعيدة كالمعتادة, إلا أنالسم الذي نتحدث عنه اليوم لن تكون نهايته سعيدة بأي حال من الأحوال,ولا يزال يتداول بين أكثر من مليار شخص علي وجه الأرض, وهو مايعرف بمادةأسبارتيمAspartame التي تستخدم للتحلية كبديل للسكر.
ومادة أسبارتيم عبارة عن مادة كيميائية تستخدم في التحلية وهي ماتعرف فيالاسواق بأسماء عديدة مثل: دايت سويت ـ كاندريل ـ إيكوال ـ نيوترا سويتوغيرها, وتدخل في تحلية ستة آلاف مركب في الأسواق منها مايعرف باسمالدايت مثل دايت كولا وغيرها من المياه الغازية, وكذلك المركبات التييعلن عنها أنها خالية من السكر مثل اللبان, والزبادي ومعظم أغذية الرجيمومرضي السكر, أو تلك الأغذية والمشروبات التي يكتب عليها: خالي منالسكر أو زيرو كالوري
وأسبارتيم تتكون من نوعين من الأحماض الأمينية هما: فينيل ألانينويمثل50%, حامض أسبارتيك ويمثل40%, أما العشرة بالمائة الباقية فهيعبارة عن كحول مثيلي السام أو الميثانول الذي يحمل مضاعفات خطيرة عليالعين والمخ والاعصاب, حيث يتحول داخل الجسم إلي مادة فورمالدهايدالسامة التي لا يمكن للجسم أن يتخلص منها. وقد يدافع البعض عن وجودالميثانول بأنه موجود أيضا في بعض الأطعمة مثل الطماطم وغيرها, إلا أنهموجود ومعه أيضا كحول ايثيلي أو الإيثانول الذي يمنع سمومه ومضاعفاته,ولذلك لاتحدث أية مضاعفات من وجوده في بعض الخضر والفاكهة.
والحقيقة أن الأسبارتيم من أكثر المواد الغذائية التي أثارت القلق والجدلخلال الأربعين عاما الماضية, وله قصة مثيرة توضح أن أصحاب النفوذوالثروة والمنصب يمكن أن يفعلوا مايشاءون من فساد وسطوة, بغض النظر عمايمكن أن يجلبه هذا الفساد علي مجتمعاتهم أو علي أي مكان علي سطح الأرض,ففي عام1965 تم اكتشاف مادة أسبارتيم بالصدفة بواسطة جيمس شلاتر الذيكان يعمل لشركة سيرل أند كومباني أثناء إجراء بعض تجاربة وأبحاثة علي بعضالأحماض الأمينية والبروتينات, وفي عام1967 أجري د. هارولدويزماناختبارات علي درجة أمان أسبارتيم من خلال صغار القرود التي تم تحليةطعامها وألبانها بهذه المادة, فكانت النتيجة أن واحدا من السبعة قرودالذين تم إجراء التجربة عليها قد مات, بينما كان هناك خمسة أخري أصيبتبصرع وتشنجات من نوع جراند مال, وفي عام1974 تم اعتماد هذه المادةكبديل للسكر بواسطة إدارة الأغذية والدواء, إلا أن ذلك أثار حفيظةالكثير من العلماء الذين أجروا أبحاثهم التي أثبتت أنه غير آمن, ويحتاجإلي مزيد من الدراسة, وبالتالي أوقفت إدارة الأغذية والدواء استخداممادة أسبارتيم عام1975 حتي التأكد من أمانه من خلال الأبحاث والدراسات.
وتم بالفعل إجراء العديد من التجارب, وتكونت لجنة تحقيق مستقلة فيعام1980 يرأسها ثلاثة من العلماء المستقلين عن الإدارة, وأكدت هذهاللجنة أن مادة أسبارتيم قد تكون لها علاقة وثيقة بازدياد نسبة حدوث أورامالمخ, وأوصت بعدم اعتماده, وبالتالي رفضت منظمة الأغذية والدواءFDAالتصريح باستخدام هذه المادة كبديل للسكر في الاسواق, إلا أن الرجلالكبير والقوي رئيس شركة سيرل, وعضو الكونجرس الأمريكي آنذاك لميستسلم, واعتبر الموضوع تحديا سافرا واختبارا لقوته, وبمجرد توليصديقه رونالد ريجان رئاسة الولايات المتحدة تم تعيينه كبيرا لموظفي البيتالأبيض, وتقدم بطلب آخر إلي إدارة الأغذية والدواءFDA وقبل أن يتمالبت فيه تم إقالة رئيس إدارة الأغذية والدواء, وتعيين آرثر هايزمكانه, حيث أقر استخدام أسبارتيم فورا, وصرح باستخدامه في الاطعمةالصلبة كبديل للسكر,وبعدها بعامين تم اعتماده للاستخدام في الموادالسائلة والمياه الغازية التي تستخدم تحت أسماء متعددة مثل: دايت ـ خاليمن السكر ـ زيرو كالوري وغيرها, وفي عام1983 استقال ارثر هايز منرئاسة إدارة الأغذية والدواء قبل أن تفوح من حوله رائحة الرشاوي والهداياالتي تلقاها, وبعدها مباشرة تم تعيينة بعد استقالته في العلاقات العامةكمستشار طبي إعلامي في شركة سيرل المنتجة لمادة أسبارتيم مكافأة له.
أما عن إجابة السؤال: من يكون رئيس شركة سيرل ذلك الرجل القوي ذو النفوذالمتغلغل في أروقةواشنطن فهودونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكيالأسبق, وهو أيضا مهندس غزو العراق والاستيلاء علي بترولها, فهو أيضايمتلك شركات بترول وله مصالح هناك. ومنذ اعتماد أسبارتيم وهناك جدل كبيرحول أضراره ومايمكن أن يتسبب فيه من أخطار وأمراض وأعراض جانبية مثل:الصداع ـ الدوخةـ ضغف التركيز والانتباه خاصة لدي الاطفال أو اثناءالحمل, ضعف الذاكرة ـ نوبات صرعية وتشنجات ـ أرق ـ مشاكل وأمراض نفسية ـأمراض المناعة الذاتية مثل: تصلب الأعصاب المتعددMS, والروماتويد,أورام الثدي والمبايض, أورام المخ, ومن المرجح أن الأعراض المخيةوالعصبية التي تنتج عن استخدام أسبارتيم تطهر نتيجة لوجود كحول مثيلي(الميثانول) الذي يتحول داخل الجسم إلي فورمالدهايد مما يؤثر علي الجهازالمناعي والأعصاب, ويسبب الكثير من أمراض المناعة الذاتية مثل مرضMsأو تصلب الأعصاب المتعدد, وفي دراسة صينية حديثة تبين أنه حتي مع وجودكميات قليلة من مادة فورمالدهايد داخل الجسم, فإن ذلك يسبب تلفا في نوعمن البروتينات المهمة جدا للذاكرة, وبالتالي فوجوده يسبب ضعف الذاكرةوالإصابة بمرض الزهايمر.
وفي دراسة في كلية طب كينجز كوليدج في انجلترا تبين أن هناك زيادة في نسبةحدوث أورام المخ والثدي والمبايض كلما زادت نسبة استهلاك أسبارتيم فيالأطعمة والمشروبات التي نتناولها وفي كلية طب جامعة واشنطن, خرجت دراسةعن نسبة الإصابة بأورام المخ في البشر قبل وبعد استخدام أسبارتيم, وتبينمن نتائجها أن هناك ازديادا ملحوظا في نسبة الإصابة بأورام المخ بعداستخدامها, مثلما ثبت ذلك من الدراسات السابقة التي أجريت علي الحيواناتمثل الفئران والقرود منذ أكثر من عشرين عاما, والتي أسقطت من أبحاثالشركة المنتجة سيرل التي يرأسها دونالد رامسفيلد والشيء المثير للعجب حقاأن إدارة الأغذية والدواءFDA قد أقرت استخدام أسبارتيم46 مرة خلالالثلاثة والعشرين عاما الماضية, برغم كل ماخرج من دراسات وأبحاث عنالأعراض الجانبية والمضاعفات التي تنتج عن تناوله, وتصرف الشركاتالمنتجة والمستخدمة لهذه المادة عشرات الملايين علي دراسات وأبحاث مضادةتحاول أن تثبت عكس هذا الكلام ممولة من هذه الشركات. بقي أن نعرف أنهناك العديد من المواد الكيميائية الأخري التي تستخدم كبدائل للسكر لهانفس المفعول الضار مثل سبليندا وهي عبارة عن مادة تسمي سكرولوز أوالسكارين, وتسبب أعراضا جانبية سامة, وتؤثر علي الأعصاب والخصوبة,وتزيد من نسبة الإجهاض والإصابة بالأورام, فهي تحتوي علي ثلاث ذرات منالكلور تتجمع بشكل تراكمي مع كثرة الاستخدام, وتسبب تلك المضاعفات,وذلك علي الرغم من إنكار إدارة الأغذية والدواء لكل هذا. أما ماذا يمكنكأن تستخدم ياصديقي كبديل للسكر, فأقول لك إذا استطعت ألا تستخدمالسكر, أو فقط كمية قليلة منه فعليك باستخدامه, أما إذا لم تستطعفهناك بعض البدائل الطبيعية المشتقة من مصادر نباتية وليست كيميائية مثلمادة ستيفيا التي تستخدم في أمريكا الجنوبية والصين منذ أكثر من1400عام, وهي أحلي من السكر بنسبة25 مرة, وأكثر امانا في الاستخدام منكل ماهو موجود من بدائل للسكر.
, وأخيرا كل ماأستطيع أن أنصحك به عزيزي القاريء هو أن تتجنب تناول أيشيء محلي بمادة أسبارتيم وسوف تزول عنك أعراض وأمراض كثيرة.
المصدر الاهرام