حينما يؤذن المؤذن وقت المغرب وتجتمع مع اسرتك على مائدة الإفطار في الشام أو مصر أو اليمن او بلاد شبه الجزيرة او بلاد المغرب العربي وتنظر إلى المائدة فتراها قد امتلات بما لذ وطاب من طعام وقبل ان تشرع في الإفطار توقف وتذكر ان إخوانك في غزة هم وأطفالهم الصغار لم يجدوا ما ياكلون وأنهم مكرهين يواصلون جوع النهار بجوع اليل وانهم ينظرون إلى مائدتك في أمانيهم نظرة بائسة فيها الكثير من الألم والأسى
فلا تشبع حتى لا تذكرهم بجوعهم ولا تفرح حتى لا تزيد في حزنهم فإذا ما خرجت لصلاة العشاء و التراويح فأكثر من الدموع على نفسك التي قصرت في حق إخوانك لما رضيت ولو مكرهة بحصارهم فلعل دموعك إذا ما فاضت وقلبك إذا ما صدق يشفعون لك التقصير يوم الحساب و العسير
وإذا خرجت من المسجد فاخرج حزينا كئيبا على جبنك مبتئسا آسفا على شدة خوفك من المخلوق لا من الخالق فلا تنصرف إلى المقاهي والنوادي لتلعب وتاكل المرطبات والحلويات فقد تحرم عليك يوم لا ينفع مال ولا بنون غلا من أتى الله بقلب سليم
وإذا رجعت الى منزلك وسالك أطفالك عن الشامية والزلابية فاخبرهم انك تركت اطفال غزة خمص البطون من الجوع يبس الشفاه من العطش عمش العيون من البكاء شعث غبر حفاة عراة في البرد القارس لا يأكلون ولا يشربون يموتون ببطء
فإذا آويت غلى فراشك فتبرأ ممن صنع هذه المأساة وكان سببا في هذه المعاناة