غزة- "لمـاذا ينتحرون في سجون السلطة ولم ينتحـروا في سجون الاحتلال؟!"... سؤال أثاره إعلان السلطة الفلسطينية أمس عما قالت إنه "انتحار" فادي حمادنة (28 عاما) أحد كوادر حركة حماس والمعتقل في أحد سجون السلطة بمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ليرتفع بذلك عدد عناصر حماس الذين وافتهم المنية خلال اعتقالهم في سجون السلطة إلى 5 أشخاص، تتهم حماس السلطة بممارسة تعذيب بحقهم أفضى للموت.
فبينما سجلت تلك الحالات خلال نحو عامين فقط ارتفعت فيهما اعتقالات السلطة وسط عناصر أنصار حماس بالضفة منذ أحداث الحسم العسكري في يونيو 2007 لتتراوح في تلك الفترة بين 900 و400 معتقل، لم تسجل أية حالات انتحار في سجون الاحتلال الإسرائيلي في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة بشكل عام وفي أوساط أسرى حماس البالغ عددهم (وفق تقديرات غير رسمية) 3 آلاف من بين 11 ألف أسير فلسطيني بشكل خاص.
وكانت حركة حماس قد أكدت في بيانٍ لها أن استشهاد حمادنة أمس يرفع عدد شهدائها جراء التعذيب إلى خمسة شهداء، وهم: الشيخان والقياديان في حركة حماس: "كمال أبو طعيمة ومجد البرغوثي، بالإضافة إلى هيثم عمرو ومحمد الحاج"، مؤكدة أنهم جميعا "تعرضوا لتعذيب وحشي
ومن بين هؤلاء الخمسة قالت السلطة الفلسطينية إن محمد الحاج (30 عاما) وفادي حمادنة (28 عاما) قد انتحرا بينما لقي هيثم عمرو (33 عاما) حتفه عندما قفز من الطابق الثاني وهو يحاول الهرب من السجن، وعزت وفاة الشخصين الآخرين إلى أسباب مرضية.
ومرة أخرى يتكرر السؤال الذي نرجو أن يشاركنا الجمهور في محاولة الإجابة عنه: لماذا ينتحر معتقلو حماس في سجون السلطة الفلسطينية ولم ينتحر أسراها في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟