وجدت هذا الخبر الغريب بجريدة المصور فأردت أن تشاركوني
((بالأزياء القاتمةوتسريحات الشعر الغريبة والملونة ومختلف الأكسسوارات الغريبة التييلبسونها، شبان وشابات يلفتون الأنظار اليهم أينما حلّوا... أعمارهمتتراوح بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة بل فيهم من لا يتجاوز سنهم الحاديةعشرة... جلّهم من تلاميذ المعاهد والاعداديات... تتابعهم النظراتالمستغربة والعبارات المستهجنة لما آل اليه حال هؤلاء... البعض ينعتهم«بالهردوس» وآخرون يصنفونهم ضمن قائمة «القوتيك» كما يذهب البعض الىاعتبارهم «إمو» «emo» ويصنّفهم آخرون ضمن قائمة «عبدة الشيطان» مرّةواحدة...!
في الحقيقة لا يعرف مجتمعنا الكثير عن هؤلاء الشباب الذيناختاروا لأنفسهم مجموعات شبابية تكاد تكون مغلقة ينتمون اليها، وهذهالانتماءات تقوم أولا على أساس نمط حياتي أو لباس معين ومظهر مشترك، يوحّدبينهم، ويؤشّر الى هذا «الانتماء»! لكن من أين وفدت علينا هذه التقليعاتوكيف أثرت على شبابنا وما الذي يبحثون عنه من خلال الانتماء الى مجموعاتمتماثلة في شكلها وطريقة تفكيرها، مع حرصها على الاختلاف مع السائد فيمجتمعنا؟
كل هذه التساؤلات طرحناها بتلقائية على بعض هؤلاء الشبانوالذين التقيناهم في احدى المقاهي الثقافلية بالعاصمة وقد اشتهر هذاالمقهى بارتياد «الڤوتيك» لها باستمرار، كما تحدثنا الى مختص ي علم نفسالمراهقين.لسنا «هردوس»
خلالحديثنا الى أحد الشبان الذين يعرفون بـ«الهردوس» أوضح لنا أن معنى كلمة«هردوس» فيه تحامل عليهم لم يخف أنها عبارة تستعمل للتقليل من شأنهم أوسبّهم وفضل أن نستعمل كلمة «ميتالو» بدلا عنها.
وزاد محدثنا موضحا أن «الميتالو» مشتقة من كلمة «ميتال» وهي نوع من أنواع الموسيقى التي يفضلها هؤلاء الشباب...مجموعات
صديقهجهاد قال لنا من ناحية أخرى أن هؤلاء الشباب ينقسمون الى عدّة مجموعاتمنها ما عرف «بالقوتيك» وتعرف الفتاة «القوتيك» بلباسها للفساتين السوداءطوال الوقت ووضعها لكحل كثيف فوق عينيها الى جانب طلاء أظافرها وشفاههابطلاء أسود، ولا يتم استبدال هذا المظهر بالألوان مطلقا، وبالنسبة الىالشاب «القوتيك» فيعرف بشعره الطويل وملابسه السوداء وأحذيته المميزةوالتي تعرف عند الشباب بأنها شبيهة بالأحذية الرياضية «سكات شوز» أو «كات»و«الكونفرنس»... محدثنا والكثير من شباب «القوتيك» يعمدون الى نقر احدىالشفتين أو في مناطق أخرى من الوجه «Piercing» وهو مغرم بموسيقى «الميتال»ويؤدي عديد الأغاني «metalcor». ويعدد لنا أسماء المشهورين في هذهالموسيقى منهم «ميتاليكا» و«نيڤانا» وغيرهم.رفض
سألنامحدثنا عن مدى قبول المجتمع لأفكاره وخاصة لمظهره فأجاب بأنه يجد كأصدقائهالكثير من المضايقات، خاصة في وسائل النقل الجماعي وفي الأحياء الشعبية،كما ذكر أنه يحلم بأن يصبح فنانا وبين أصدقائه من هو مغرم «بالقيتار» أو«الباتري»، يتقنون عزف عديد الآلات رغم أنهم لم يحصلوا علىتكوين أكاديميفي المجال، هذه المسألة جعلتنا نفهم سرّ ارتيادهم للمقهى الثقافي فهميعتبرون أنفسهم فنانون...
الطريف أن محدّثنا لم ينقطع عن «التخاطب» معأصدقائه عبر «الفايس بوك»، وما لاحظناه أن صورهم على الشاشة توحي بأنهم«قوتيك» بدورهم... وعندما سألناه ذكر بأن له علاقات مع شباب خارج المجموعةلكنه يرتاح أكثر «للقوتيك» كما أنه في بلادنا ليس هناك «قوتيك صحاح» علىحدّ تعبيره لذلك فإن التحاور مع أفراد من مجموعات عالمية قد يفيد في تطوير«الخبرات»...!
جهاد ذكر أيضا أن علاقته مع الجنس الآخر ككل الشباب وليسهناك ممارسات غير مألوفة فلا يُوجد مثلا «الزواج بالدم» كما هو موجود عندبعض الجماعات في الخارج أي أن يجرح الشاب والفتاة يديهما ويلصقانها أمامالحضور معلنين زواجهما كذلك لا توجد علاقات مثلية وتقتصر المسألة بالنسبةالى الشبان «القوتيك» في بلادنا على الحب الكبير لأنماط معينة من الموسيقىوعلى الظهور بملابس و«لوك» قوتيك، ونمط حياة متحرر نسبيا.الإيمو
منجهتهما حاول سليم وأشرف أن يوضّحا لنا أنهما تلاميذ عاديين كل ما في الأمرأنهما يعشقان الموسيقى الشبابية ويختاران أزياء تلائم سنّهم. وأضاف سليمشارحا مختلف أنواع مجموعات «الميتالو»، فقال أن الـ«emo boys» أو «emogrils» هم شبان يميلون الى إطالة شعرهم ووضع تسريحات فيها العديد منالألوان أي أن «الإيمو» يميل الى الاكثار من الألوان عكس جماعة «القوتيك»الذين لا يلبسون سوى الأسود وتعرف هذه الجماعات بعضها بفضل اللّوك أوالمظهر لكن يمكن لشاب أن يختار مظهر جماعة ويستمع الى موسيقى الجماعةالأخرى...انفعال
فيالحقيقة ما لمسناه من خلال المجموعة التي تحدثنا اليها أنه ليس لهم علاقةبما يروّج في الخارج من تنظيم عمليات انتحار جماعية وغير ذالك من المشاكلبل كانوا يتحدثون الينا بهدوء وكأن المسألة فقط ولع بموضة وموسيقى شبابيةلكن من بين هؤلاء شاب هاجمنا ودعا أصدقاءه الى عدم الحديث معنا وأضافبعدوانية لا مبرر لها «إنهم يعتقدون أننا نعبد الشيطان، إنهم لا يفهمونشيئا أتركونا وشأننا!».
الاستماع الى هذا الشاب يحيل الى عالم منقسمبين «نحن» و«أنتم»... عالم هو في نظره عالمان مختلفان مما يوحي بأنالمسألة ليست دائما ولو بموسيقى وموضة فقط، إحدى فتيات «القوتيك» ذكرت لناأن التفكك العائلي عادة ما يدفع الشاب الى الهروب الى ما يعتبره أسرةبديلة لذلك فإن تشبث البعض بهذه الجماعات، يتجاوز المعقول... وعلى أسرهمأن تنتبه لهذه المسألة.
* هادية الشاهد