أبحاث علمية تعانى من الإهمال.. علماء "عين شمس" يبتكرون مفاعلاً
ضوئياً لتنقية المياه منذ 5 سنوات.. ويجهزون مشروعين لاستخدام حرارة الشمس
فى تحلية المياه الجوفية.. ولم يلتفت إليهم المسئولون
لم يعد غريباً علينا أن نسمع عن واقعة تؤكد أن المسئولين عن البحث العلمى
فى مصر لا يعطون أى أهمية للأبحاث والاكتشافات الجديدة، نظراً لتكرر
الظاهرة ولكثرة الأنباء التى تؤكد هذه الوقائع.. ولكن الغريب أن يطال
الإهمال عدداً من المشروعات داخل جامعة واحدة أو هيئة بحثية واحدة.
وكان علماء بكلية العلوم جامعة عين شمس قد أوشكوا على الانتهاء من مشروع
بحثى لتصنيع خلايا شمسية كيميائية فعالة من خلال مواد محلية رخيصة، وذلك
بالاشتراك مع جامعة فرجينيا كمنولث بالولايات المتحدة الأمريكية وبتمويل
من أكاديمية البحث العلمى فى إطار اتفاقية التعاون العلمى التكنولوجى بين
مصر وأمريكا، والغريب أنه لم يتم تكريم هؤلاء العلماء.
كما يجرى مركز الطاقة الضوئية المسئول عن المشروع الأبحاث والتجارب
النهائية ليتم الانتهاء منها خلال الشهور القليلة المقبلة، بين الباحث
الرئيسى فى الجانب المصرى الدكتور محمد صبرى عبد المطلب أستاذ الكيمياء
المتفرغ، ومدير المركز، والباحث الرئيسى من الجانب الأمريكى الدكتور جيمس
هاك ليسكى الأستاذ بالجامعة الأمريكية.
وقال الدكتور محمد صبرى، إن ميزة المشروع الذى يتم تنفيذه، أنه سيمكن أى
طالب من تحضير مواد هذا المشروع، بحيث يمكن تطبيقها بسهولة فى مصر، لافتاً
إلى أن أكاديمية البحث العلمى تتواصل مع هيئة الطاقة الجديدة لمراجعة هذا
المشروع.
وأشار مدير المركز إلى مشروع آخر هو "الباورصن" تم البدء فيه منذ 26 مايو
الماضى بتمويل قدره مليون و600 ألف جنيه لمدة عامين يهدف إلى تصنيع نموذج
لتوليد الطاقة الكهربائية من حرارة الشمس مباشرة وتطبيقه فى رفع وتحليه
المياه الجوفية، بما يعود بالفائدة على المجتمع فى المناطق التى تعتمد على
هذه المياه مثل حلايب وشلاتين والبحر الأحمر والواحات، والساحل الشمالى.
وأوضح الدكتور عبد المطلب، أنه يتم حالياً تحت التجربة اختبار خلطة دهانات
لحوائط المنازل بمواد نانومترية ذات خواص مبتكرة وذاتية التنظيف، بحيث
تكون الحوائط نظيفة دائما ويستعمل الماء فقط لتطهيرها، لافتاً إلى أنه
سيتم تسجيل هذه التجربة حال نجاحها، وثبوت جدواها.
وأشار إلى أنه تم دهان واجهة مركز الطاقة الضوئية بخلطة الدهانات، منذ
أشهر، ويتم "توسيخها يومياً"، وتطهيرها بالمياه، وأن التجارب أثبتت نجاحها
دون أن تتسرب المياه إلى داخل الجدار، مضيفاً أنه ستطبق التجربة الفترة
المقبلة على واجهة كلية العلوم بجامعة عين شمس، خاصة أن خلطة الدهانات
آمنة تماماً وغير مكلفة.
وأوضح عبد المطلب، أن المركز يعد مشروعاً مع جهات فرنسية لمعالجة
مياه الصرف الزراعى والصناعى، عن طريق ابتكار مفاعل "شمسى" جديد يستفيد من
ضوء الشمس وبمواد نانومترية جديدة.
ولفت الدكتور عبد المطلب إلى أنه منذ نحو 5 سنوات قدم المركز مشروع "أكوا
كيرت" بالتعاون مع 4 جهات بحثية فى أوروبا، وكان الغرض منه تنقية المياه
عن طريق مفاعل ضوئى، وأنه رغم محاولات تسويق الأمر إلا أنه لم يتم تنفيذ
المشروع حتى الآن.
وقال الدكتور عادل رمضان عميد كلية العلوم جامعة عين شمس، إن الكلية تمد أيديها لجميع الجهات الحكومية للاستفادة من أبحاث العلماء.
ولفت الدكتور ماجد الديب رئيس الجامعة إلى أنه يجهز خطة للاستفادة من كل
المراكز ذات الطابع الخاص المتميزة والتى تقدم أبحاثاً تخدم المجتمع،
مؤكداً أنه سيقدم لها كل الدعم، وسيبذل كل الجهد للتواصل بينها والجهات
المسئولة لتحقيق الاستفادة الكاملة من هذه الأبحاث وتطبيقها، بما يعود
بالفائدة على الباحث وعلى المجتمع بأكمله.