الله عز وجل لا شريك له ، أحد لا ند له ، وقد أعطاك بعض
صفاته كيف ؟ لكرامتك عنده أعطاك بعض صفاته ، الله عز وجل فرد واحد أحد ،
فرد صمد ، أعطاك بعض الخصائص التي تتميز بها عن كل الخلق ، لك قزحية عين
لا تشبه قزحية عين إنسان آخر في الأرض ، الآن تؤخذ في بعض المطارات صورة
قزحية العين وتوضع على الجواز ، ولا يمكن لهذا الجواز أن يزور إطلاقاً ،
فالقزحية أعطتك صفة الفردية ، ونبرة الصوت تنفرد بها ، ورائحة الجلد تنفرد
بها ، وبصمة الإصبع تنفرد بها ، والزمرة النسيجية تنفرد بها ، وبلازما الدم
تنفرد به ، والنطفة تنفرد بها .
في أحدث بحث أن نطفة الإنسان يتميز بها من بين كل البشر ،
وأن المرأة تحفظ هذه النطفة ، تحفظ رمزها ، وما دامت تأتي تباعاً إلى الرحم
فالوضع طبيعي وسليم ، أما إذا تعددت هذه النطف في مجيئها إلى المرأة فهناك
خطر ينتظرها ، لكن متى يمكن أن تستقبل نطفة أخرى ، بعد انقطاع الأولى بعد
أربعة أشهر ، هذا موضوع سمعته في مؤتمر إسلامي في القاهرة .
لذلك الله عز وجل واحد أحد فرد صمد ، أعطاك هذه الصفة .
عند الترمذي من حديث عَلِيٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((
إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ، فَأَوْتِرُوا يَا
أَهْلَ الْقُرْآنِ
)) .
[ أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة ]
لا تكن إنسانا عاديا من الملايين ، لا تكن إنساناً من الهمج
الرعاع ، سيدنا علي رضي الله عنه يقول : << يا
بني ، الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومستمع على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع
كل ناعق ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ، ركن وثيق ، فاحذر يا
كميل أن تكون منهم >> .
لا تكن مع هذه الملايين التي شردت عن الله ، لا تكن مع
الملايين التي عبدت شهوتها من دون الله ، لا تكن مع الملايين التي عاشت
لتأكل ، لا تكن مع الملايين التي جعلت شهوتها إلهها .
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((
تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ
وَالْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ
)) .
[ البخاري ]
لا تكن مع الملايين التي غفلت عن الله ، لا تكن مع الملايين
التي عاشت لحظتها ، ولم تذكر ماذا بعد الموت ، لا تكن مع الملايين التي
عبدت المال من دون الله .